أياما قليلة بعد احتضانه للعرس الأسطوري لنجل رئيس الوزراء اللبناني السابق، نجيب ميقاتي، انهار، أول أمس، جزء من سور المعلمة الأثرية «قصر البديع» بمراكش، دون أن يخلف الحادث أية خسائر في الأرواح بحي الملاح العتيق المجاور للقصر، الذي لم يشهد عمليات ترميم منذ مدة طويلة. يحدث هذا تزامنا مع الانهيارات المتوالية التي يشهدها السور التاريخي للمدينة الحمراء. فقد انهارت مؤخرا 40 مترا من السور، وتصدعت 200 أخرى التي أصبحت آيلة للسقوط بمحاذاة فندق المامونية، إذ أرجع نائب العمدة المكلف بالمناطق الخضراء والمطارح العمومية وبمتابعة إنجاز المخطط الجماعي السبب المباشر في ذلك إلى تسريبات مائية مصدرها حديقة الفندق الأسطوري. هذا، وقد خلص تقرير أنجزته لجنة تقنية إلى أن حاجزا إسمنتيا أمرت إدارة الفندق ببنائه بمحاذاة السور التاريخي، والتسريبات المائية من حديقة الفندق، تسببا في انهيار السور، ويهددان باقي المساحة الممتدة منه على طول الفندق. وحسب ما أكده نائب العمدة، فقد منعت إدارة الفندق لجنة تقنية أوفدتها ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز من ولوج حديقة الفندق، وطلبت منها إجراء معاينة مباشرة على التسريبات المائية، والبحث عن حلول تقنية للمحافظة على السور من خطر الانهيار الذي كان يتهدده. «كما أن نفس الإدارة تعاملت بعدم اكتراث مع المراسلات التي وجهتها إليها الجماعة الحضرية لمراكش، التي كانت تدق ناقوس الخطر حول وضعية السور، غير أن إدارة الفندق تعاملت بلامبالاة وكأن هذه المعلمة التاريخية لا تعنيها في شيء، وفضلت عدم الرد على المراسلات المتوالية، قبل أن يوجه المجلس الجماعي رسالة في الموضوع إلى المفتشية الجهوية للمباني التاريخية بمراكش، ملوحا بإمكانية مقاضاة الفندق. وقبل ذلك، انهار جزء من السور التاريخي بمحاذاة باب أغمات، مخلفا أضرارا مادية تباينت تقديرات حجمها. ففي الوقت الذي أعدت فيه لجنة، مشكلة من قائد ملحقة باب أغمات، ورئيس مقاطعة المدينة، ونائب رئيس مصلحة الشؤون التقنية بمقاطعة المدينة، وممثلين عن مصلحتي البنايات والأملاك الجماعية بالجماعة الحضرية لمراكش، تقريرا اعتبرت فيه الأضرار التي خلفها انهيار جزء من سور مراكش لا تعدو كونها خسائر مادية طفيفة، فإن مجموعة من المواطنين أكدوا عكس ذلك بقولهم إن الانهيار تسبب في أضرار جسيمة، همت على الخصوص سياراتهم ودراجاتهم النارية التي كانوا تركوها في عهدة حارس موقف للسيارات والدراجات النارية بباب أغمات، الذي يتولى عمليا تدبير هذا الموقف، قبل أن يتقدم خمسة منهم بشكاية أمام القضاء طالبوا فيها بتعويضهم عن الخسائر التي أصابت ممتلكاتهم.