انتقادات لاذعة تلك التي وجهها الأستاذ الجامعي محمد الساسي لتجربة العدالة والتنمية في تسيير الشأن الحكومي في المغرب، إذ اعتبر أنهم وعلى عكس التجربة المصرية، لم ينتظروا أن ينقلب عليهم أحد لكونهم "انقلبوا على أنفسهم". وتطرق الأستاذ الجامعي في مداخلته خلال أشغال الندوة الأولى للمنتدى السياسي ل"أخبار اليوم" و"اليوم 24″، والتي تتمحور حول "الربيع العربي والانتقال الديمقراطي.. الحالة المغربية"، إلى نقطة اختلاف التجربة المغربية عن غيرها من تجارب الربيع العربي، والتي أجملها في "عدم وجود نزاع في شكل النظام"، مشددا في السياق نفسه على أن النظام المغربي نجح في تنفيس الاحتقان في الشارع، بينما "لم يكن التقاطب واضحا في غياب كتلة متراصة ومتماسكة للتغيير". وأوضح المتحدث نفسه، أن حركة عشرين فبراير فشلت في جر الكتلة الحرجة، إذ "نجح النظام في عزل الفعاليات الاحتجاجية عن بعضها"، وأضاف أن الحركة التي كانت مدنية استعملت لغة سياسية مباشرة، بينما لم تكن الأحزاب السياسية في عمومها تطالب بفصل السلطة عن المال. وعن اختيارات الحزب الذي يقود الحكومة إبان فترة الحراك، قال الساسي إن حزب العدالة والتنمية "اختار صف النظام خدمة لمصالحه" لكونه كان "يريد أن يرفع الظلم عن نفسه، وقبل بتسوية وهو يعرف أنها لن توصل إلى الديمقراطية، بل إن رئيس الحكومة لا يمكن أن يتخذ القرار فيما يتعلق بالقرارات الاستراتيجية"، على حد تعبير المتحدث نفسه، الذي شدد على أنه "لا يمكن أن يكون هناك انتقال في المغرب من دون جماعة العدل والإحسان". وأبرز الساسي أن المغرب عاد إلى مرحلة الحكومات الائتلافية "التي تكون فيها الحكومة مجرد واجهة"، وذلك بعد المرور من عدة مراحل استهلتها حكومة البيجيدي بما أسماه المتحدث "الاندفاع العاطفي"، ب"الترويج إلى إمكانية الإصلاح"، وصولا إلى "مرحلة الانتظارية وتصريف الأعمال" بعد انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة. إلى ذلك، حذر الساسي من وجود "مشروع عودة تدريجية إلى الأوضاع ما قبل عشرين فبراير"في ظل "استقرار هش"، وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك "من يقدرون أن التنازلات كانت أقوى من الحراك"، الأمر الذي دفع، حسب المتحدث نفسه، إلى "إسقاط الدستور بعد استعماله".