صورة قاتمة تلك التي رسمها تقرير للبنك الدولي حول أوضاع الطفولة المبكرة في المغرب، خصوصا في ما يتعلق بالتغذية، حيث أكد أن 12 في المائة من الأطفال دون الخامسة مصابون بالهزال، فيما واحد من كل عشرة أطفال يعاني نقصا في الوزن. التقرير، الذي حمل عنوان "تنمية الطفولة المبكرة في المغرب"، والذي تناول بالدراسة أوضاع الأطفال الذين يقل سنهم عن الخامسة، خلص إلى أن الأطفال في المغرب يبدؤون حياتهم في وضع صحي إلى حد ما جيد، إلا أن نموهم يتدهور إلى حد كبير على مستوى أول سنة من عمرهم، ما يجعل سوء التغذية لايزال يشكل مشكلة في المغرب، حيث كشفت الأرقام التي جاء بها التقرير أن 10 في المائة من الأطفال المنتمين إلى هذه الفئة مصابون بنقص في الوزن، و12 في المائة بالهزال، و23 في المائة بالتقزم. إلى ذلك، أوضح المصدر ذاته، أن 59 في المائة فقط من الأسر المغربية تتناول ملحا أضيفت إليه كميات كافية من اليود، بينما يتعرض أطفال 41 في المائة من الأسر لخطر ضعف النمو، بالنظر إلى كون الملح المعالج باليود هو الوسيلة الأساسية لتقديم اليود للأطفال. وفي السياق نفسه، أشار التقرير إلى أن الأطفال والأمهات في المغرب يواجهون نقصا في المغذيات المهمة كالفيتامين "أ". وفي ما يتعلق بالتلقيح، أبرز التقرير أن أداء المغرب "جيد إلى حد ما" في هذا الصدد، حيث تلقى 90 في المائة من الأطفال بعمر سنة تطعيما كاملا. وخلص التقرير الدولي إلى أن أكبر العوامل المساهمة في عدم تكافؤ الفرص بين الأطفال تتمثل في الثروة، والمستوى التعليمي للأم، والاختلافات الجغرافية، فيما شدد على أن الأطفال في المغرب لا يحققون إمكانياتهم الكاملة للتنمية الصحية، في ظل وجود ثغرات كبيرة في الرعاية الصحية المبكرة، بما فيها قبل الولادة، والولادة على يد قابلة ماهرة، وهو ما دعا التقرير إلى تجاوزه من خلال بذل المزيد من الجهود لحماية وتعزيز تنمية الأطفال وضمان أن يكون لهم فرص متكافئة بغض النظر عن ظروفهم.