إعداد: وداد الملحاف في تقرير جديد صادر عن مبادرة «مدن شابة»، حيث يتم تصنيف مدن العالم حسب جاذبيتها للشباب، بالاعتماد على أكثر من مائة معيار، ضمنها توظيف الشباب ومستوى المعيشة والرعاية الطبية، والولوج إلى خدمات الأنترنت وتوفر بيئة نظيفة، ووجود أنشطة ثقافية وترفيهية وموسيقية، ومن بين المعايير الأخرى أخذ التصنيف بعين الاعتبار إجراءات كراء المنازل للشباب، وانخفاض معدلات الجريمة والأمن، والسماح للشباب بالمشاركة في الأنشطة الجمعوية والمشهد السياسي. وشارك في هذا التقرير أكثر من 10 آلاف شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما، بالإجابة عن الأسئلة التي تتضمنها استمارة نشرت على موقع المبادرة بعدة لغات منها العربية. وتتركز المدن الأكثر جذبا للشباب في أمريكا الشمالية خاصة الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوربية. وحسب التقرير، فقد احتلت مدينة نيويورك المرتبة الأولى عالميا حسب التصويت على الاستمارة. وتبوأت المدينةالأمريكية هذه المرتبة لعدة أسباب أهمها توفر فرص العمل، وانتشار العروض الموسيقية وعروض الأزياء داخل المدينة، فضلا عن عروض السينما المتوفرة في نيويورك، وجاءت العاصمة البريطانية لندن في المرتبة الثانية كأكثر مدن العالم جذبا للشباب، بعد أن كانت تحتل المركز السابع في تقرير المبادرة للسنة الماضية. وأورد التقرير أن سر هذا التقدم في الترتيب يعود إلى الحظوظ الكبيرة التي تتوفر لسكان المدينة في الولوج إلى الرعاية الصحية، وتوفر ظروف الاستمتاع برحلات ترفيهية، وتمكنت العاصمة الألمانية برلين من تبوؤ المرتبة الثالثة، إذ يتمتع سكان هذه المدينة بخدمات رقمية جيدة حسب ما جاء في التقرير. وضمنت العاصمة الفرنسية باريس المركز الخامس، بينما تراجعت تورونتو الكندية إلى المرتبة السادسة بعد أن احتلت في التقرير الماضي المركز الأول، وجاءت مكسيكو سيتي في المرتبة التاسعة، في حين جاءت العاصمة الهولندية أمستردام في نهاية قائمة المدن العشر الأكثر جذبا للشباب. وإضافة إلى العاصمة الاقتصادية، تضم قائمة المدن العشر الأولى الأكثر جذبا ثلاث مدن أمريكية أخرى وهي: سان فرانسيسكو (المرتبة الرابعة)، شيكاغو (المرتبة السابعة)، لوس أنجلس (المرتبة الثامنة)، وحلت هونغ كونغ في المرتبة ال19، وروما في المرتبة 24، وطهران في المرتبة 36، واسطنبول في المرتبة 43. وتقول مبادرة «مدن شابة» إنها أول محاولة لتحديد المدن الأكثر جذبًا للشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا. وتقول سونيا ميوكوفيتش، أحد مؤسسي المبادرة، في بيان صحفي: «تقل أعمار نصف سكان العالم عن 30 عامًا، ويعيش نصفهم الآن في المدن، فالشبان والمدن -خصوصًا المدن الكبرى- سيرسمون مستقبل هذا الكوكب، لذا من الضروري أن تجذب المدن الشبان، وتبحث بجدية عن سبل لإطلاق إمكاناتهم». في المقابل، فشلت المدن العربية في احتلال أي موقع في قائمة المدن ال50 الأكثر جذبا للشباب، باستثناء الدارالبيضاء والقاهرة ودبي، حيث احتلت مدينة الدارالبيضاء المرتبة الأولى عربيا و ال44 عالميا، متبوعة بالقاهرة في المركز ال48، بينما جاءت دبي في الترتيب ال50 للتقرير الذي أصدرته مبادرة «مدن شابة-يوثفول سيتيز» ومقرها تورنتو بكندا، ورتبت يوثفول سيتيز هذا العام 55 مدينة في العالم باستخدام 101 تصنيف. ويعاني الشباب في الدول العربية مشاكل عديدة، من بينها الصعوبات التي يواجهها العزاب في الحصول على سكن للكراء. وفي سياق متصل، بدأت بلدية الكويت، قبل أيام، في إخلاء مناطق سكن العائلات الكويتية من العزاب العاملين، وإنشاء مدن خاصة بهم خلال السنتين المقبلتين، لتوفير السكن لأزيد من ربع مليون عامل عازب من ذوي الرواتب المتدنية، والذين يضطرون إلى السكن وسط منازل العائلات، وفي أحيان أخرى يشترك العشرات منهم في شقة واحدة لتقليص النفقات. وقال نائب المدير العام لبلدية الكويت، أحمد المنفوحي، إن موضوع العزاب وتداخلهم مع الأسر له أبعاد سلبية عدّة على الجوانب الاجتماعية والأخلاقية، ويهدد قيم الأسرة وتكاتفها. من جهتهم، أعرب بعض الشبان العاملين في الكويت عن استغرابهم قرار السلطات عزل العزاب، مبدين تساؤلا حول إمكانية السكن في مناطق قد تكون بعيدة عن مكان عملهم فقط بسبب قرار فصل سكن العزاب عن العائلات.