وجه سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية انتقادات لاذعة إلى أحزاب المعارضة، حيث وصفها ب"الجبانة" التي تخشى تقديم بدائل عملية "حتى لا تنفذها الحكومة". واختار العثماني، الذي كان يمثل حزب العدالة والتنمية على المنصة الاحتفالية للاتحاد الوطني للشغل بالرباط بعيد الشغل الذراع النقابي للبيجيدي بالرباط، (اختار) أن تنصب مداخلته على "الصراع السياسي في المغرب"، مشددا في هذا السياق على أن الساحة السياسية في المغرب تتميز باستمرار" التوتر و"الغوات" والاتهامات وتوقيف الجلسات البرلمانية في مجلسي النواب والمستشارين". وتبعا لذلك، اعتبر العثماني أن هذه المعارضة "جبانة" لأنها لا تجرؤ "على تقديم اقتراحات عملية لتطبقها الحكومة"، وذلك "مخافة أن تنجزها وتحسب لها"، على حد تعبير المتحدث نفسه، الذي أرجع ذلك إلى كونها، أي المعارضة، "لا تريد من الحكومة تطبيق الإصلاحات "لأنهم كيشوفو غير الانتخابات". كما استغرب العثماني "إحجام" المعارضة عن الخوض في المواضيع التي ما تزال تطرح إشكاليات حقيقية من قبيل الحريات النقابية، وتفضيلها خطابا ينبني على "الاتهامات بالانتماء لداعش والموساد، وهو ما لا يليق بالخطاب السياسي"، يوضح وزير الخارجية السابق دون أن يفوته التأكيد على أن جميع الأحزاب، وضمنها أحزاب المعارضة "تضم أناسا شرفاء، غير أن من في الواجهة هم من يكرسون هذا النوع من الخطاب". وعن انسحابات المعارضة المتكررة من بعض اللجان البرلمانية خلال مناقشة بعض مشاريع القوانين، قال المتحدث نفسه إن "الانسحاب ليس نضالا، صحيح أنه يعبر عن موقف إذا تم مرتين أو ثلاث، لكن تكراره يدخل في إطار العرقلة". وأكد العثماني "استعداد الحكومة للحوار في ملف التقاعد"، وذلك على الرغم من أن "المعارضة لا تريد أن تضع الحكومة يدها على الملف لتجاوز خطر توقف الصناديق عن دفع المستحقات لمنخرطيها، حتى لا يحسب لها الأمر"، كما ذكر ب"إنجازات الحكومة الاجتماعية" من قبيل صندوقي دعم الأرامل والمطلقات وزيادة المنح الجامعية، والتي لا تعني، حسب المتحدث نفسه، أنها "قامت بكل الإصلاحات الضرورية، لأن ذلك يتطلب التدرج والتركيز على التنمية الاجتماعية". ولم يفوت العثماني الفرصة للتأكيد على أن المعارضة "تزيد من شعبية الحكومة كلما وجهت إليها اتهامات"، وذلك لأن المواطنين "يفهمون من ذلك أنها تعرقل الإصلاح"، مستدلا على ذلك باستطلاعات الرأي "المستقلة". وقال العثماني في الكلمة نفسها، إن حزبه يتمنى أن تكون المعارضة في المغرب "إيجابية وقوية وشرسة، لأن الشراسة قد تكون مفيدة للاستفادة من الأخطاء"، يوضح المتحدث نفسه مردفا "كل حركة في المجتمع مبنية على سلطة وسلطة مضادة، إذ طرف يأخذ القرار وآخر ينبهه إلى عيوبه"، على حد تعبير الوزير السابق.