دفعت الفوضى وغياب الإستقرار السياسي في ليبيا معضم الأجهزة السرية الإستخباراتية الأوربية إلى تكثيف جهودها من اجل مراقبة الأراضي الليبية بحكم قربها الجغرافي من إحدى دول الإتحاد الأوربي أي إيطاليا، و التي تستقبل بشكل يومي آلاف المهاجرين السريين، الذين ينطلقون من ليبيا قاصدين هذا البلد الأوربي. وبحكم الإرتباطات التاريخية بين إيطاليا ومستعمرتها السابقة وبحكم أيضا قرب إفتتاح معرض "الإكسبو" الدولي بميلانو، وهي تظاهرة إقتصادية عالمية، قد تكون هدفا استراتيجيا للإرهاب، بحكم كل هذا كثفت إيطاليا من نشاط أجهزتها السرية. النشاط الإستخباري الإيطالي في ليبيا أثمر تقريرا جديدا صدر عن الأجهزة السرية العسكرية الإيطالية كشفت جريدة "ليسبريسّو" بعض تفاصيله . ونبه التقرير دول الإتحاد الاوربي إلى أنه تواجه تهديدا حقيقيا تشكله الجماعات الإسلامية المسلحة في ليبيا ، والتي تستغل الفوضى التي يعرفها هذا البلد لتدريب عناصرها على تنفيذ هجمات على دول الإتحاد . وحذر ذات التقرير من إمكانية تعرض أوروبا والدول المغاربية إلى هجمات شبيهة بتلك التي شهدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في 11 شتنبر 2001 ذلك أن مقاتلين تابعين إلى تنظيم "داعش" يتم تدريبهم لتنفيذ هجمات إنتحارية بواسطة طائرات مدنية وعسكرية في أوربا وشمال إفريقيا. وذكر التقرير أن المغرب يعد من بين الدول المستهدفة بهذه الهجمات وأن من بين الربابنة الذين يتم تدريبهم لقيادة الطائرات يوجد داعشيون مغاربة ، وآخرون من جنسيات مختلفة . إذ يشكلون " وحدة من الرعب متعددة الجنسيات"، كما وصفها التقرير مدعومة من عناصر من العراق وسوريا و من خلية "أنصار الشريعة" . وبحسب ذات الوثيقة "فمتطرفين إسلاميين مدربين على قيادة الطائرات بينهم أشخاص من جنسية مغربية قد ينفذون هجمات إرهابية ضد بلدان شمال إفريقية وأروبية وذلك باستعمال طائرات مدنية وعسكرية ليبية "، لاسيما وأن هذه الطائرات لم تعد تحت سيطرة السلطات الليبية في طرابلس، وبالتالي فهي محل تهديد حقيقي لكل دول الجوار. وقال التقرير أن الطائرات ولتنفيذ هجماتها الإرهابية يمكنها أن تنطلق من الأراضي الليبية وأمامها ثلاث مسالك لضرب أهدافها الإرهابية، وهي إما المرور عبر المجال الجوي الجزائري أو عبر البحر الأبيض المتوسط أو عبر الصحراء. وحري بالذكر أن دول الإتحاد الأوربي أوقفت كل رحلاتها الجوية من وإلى ليبيا منذ صيف 2014، ارهاب ثم تبعها المغرب في منتصف شهر فبراير 2015 .