بعد الجدل الذي مازال يثيره ملف المغاربة الذين توجهوا إلى «الجهاد» بسوريا والعراق، ظهر إلى الواجهة ملف فئة أخرى من هؤلاء علقوا أو اعتقلوا أو فقدوا بالعراق عقب التدخل الأمريكي هناك في 2003، حيث تبنت قضيتهم تنسيقية أسست نهاية 2012، وأطلقت على نفسها اسم «تنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة بالعراق». ونظمت هذه التنسيقية، نهاية الأسبوع الأخير بالرباط، ندوة شارك فيها سلفيون من بينهم الحسن الكتاني، ونشطاء حقوقيون عن العصبة، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث أعلنت التنسيقية عن عملها بجانب اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين لمعالجة ملف المعتقلين والمفقودين المغاربة بالعراق، والكشف عن مصريهم. وفي هذا السياق، كشف عبد العزيز البقالي، المنسق العام لتنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة بالعراق»، في اتصال هاتفي أجرته معه « اليوم24»، أن «التنسيقية تشتغل على ملفات المغاربة الذين كانوا يتواجدون على ارض العراق وقت التدخل الأمريكي لإسقاط نظام صدام في 2003، إلى حدود سنة 2008، حيث نتوفر على ملفات المغاربة الذين علقوا بالعراق ولم يتمكنوا من مغادرته، منهم 34 مفقودا، وعددهم يزيد عن ذلك بكثير، فيما يوجد8 مغاربة معتقلين بسجون العراق، وتاسعهم ابن مدينة الدارالبيضاء بدر عاشوري، الذي جرى إعدامه نهاية سنة 2011، إضافة إلى 3 مغاربة يحملون الجنسية البلجيكية». وأضاف البقالي أن «المعتقلين والمفقودين المغاربة تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة، وهم ثلاثة أصناف، الصنف الأول يهم مغاربة استقروا بالعراق للعمل هناك، والصنف الثاني يمثله الطلبة، يليهم الشبان المغاربة الذين توجهوا إلى العراق ل «الجهاد» ومقاومة أمريكا هناك، من بينهم معتقلون إسلاميون سابقون، الذين اعتقلوا بالعراق خلال تلك الفترة، وأدينوا بعقوبات تراوحت ما بين 8 سنوات و20 سنة سجنا نافذا في حق ستة معتقلين منهم، وعقوبة المؤبد لاثنين بعد أن تم تحويل عقوبة الإعدام في حق «محمد اعلوشن» إلى عقوبة المؤبد، عقب تدخل حكومة بنكيران في شخص وزير خارجيتها السابق سعد الدين العثماني، منتصف دجنبر 2012 لدى الدولة العراقية عن طريق سفيرها بالرباط». وبخصوص مغاربة «داعش» و «النصرة» بالعراق، قال البقالي إن «التنسيقية التي يرأسها بالمغرب غير معنية بملفات هؤلاء، سواء كانوا مفقودين أو معتقلين، مشددا على أن التنسيقية تشتغل على ملفات المغاربة الذين اعتقلوا أو فقدوا عقب وبعد التدخل الأمريكي في العراق، ونحن نتحرك لأجل إسماع صوتنا للمسؤولين المغاربة، لأجل استرجاع المعتقلين المغاربة من السجون العراقية، التي تعرف وضعا إنسانيا مقلقا، في ظل النزاعات الإقليمية العقدية التي تشهدها المنطقة بين الشيعة والسنة، وربط الاتصال بلجان الإغاثة والصحة بالعراق، للوصول إلى المغاربة المفقودين الأحياء منهم والأموات»، يقول منسق تنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة بالعراق.