ارتفع ايقاع التحضيرات السرية والمعلنة للمواجهة السنوية بين المغرب وخصومه في ملف الصحراء، وإلى جانب التحركات الدبلوماسية المكثفة الدائرة في جلّ أنحاء العالم، بعثت جبهة البوليساريو الانفصالية رسالة تهديد مباشرة من قلب المنطقة العازلة، وتحديدا منطقة تفاريتي الواقعة بين منطقة تندوف الجزائرية والجدار الرملي الذي يقيمه المغرب حول الصحراء؛ حيث نظمّت ميليشياتها المسلّحة مناورات عسكرية بحضور قياديين كبار في الجبهة، في رسالة سارعت الجبهة إلى القول إنها موجّهة إلى جميع الاطراف الدولية وإلى المغرب باعتباره الخصم المستهدف بها. فيما كشفت مصادر "اليوم24″ أن وفدا ممن يعرفون إعلاميا ب"انفصاليي الداخل"، حضروا هذه المناورات العسكرية ضمن الوفد التابع لجبهة البوليساريو. ففي الوقت الذي يُنتظر أن يُعلن فيه مجلس الأمن الدولي عن تاريخ انعقاد جلسته السنوية المخصصة لمناقشة ملف الصحراء وإصدار قرار جديد بشأنه؛ حيث يُرتقب أن يتم ذلك قبل موعد انتهاء ولاية بعثة المينورسو، أي متم شهر أبريل الحالي؛ قامت الجبهة بتنظيم مناورات عسكرية لما تسمّيه "القطاع الشمالي" لقواتها المسلحة، وتحديدا المناطق الثانية والرابعة والخامسة. وجرت المناورات بحضور من تسمّيه الجبهة بالوزير الأول، أي عبد القادر الطالب، والمسؤول العسكري الأول في صفوف قيادة البوليساريو، ّوزير الدفاع" محمد لمين البوهالي. الجبهة حاولت إعطاء صبغة دولية لهذه المناورات، بتنظيمها على هامش عملية جديدة من عمليات تفجير الألغام التي قامت بزرعها في المنطقة أثناء سنوات الحرب ضد المغرب، وبحضور المدير الإقليمي المكلّف بإفريقيا في منظمة "أوتاوا" الخاصة بإزالة الألغام العسكرية. وقامت الجبهة بتفجير ما قدره 3000 لُغم مضاد لأشخاص، انضافت إلى أكثر من 10 آلاف لغم تن تفجيره في عمليات سابقة. على الواجهة الدبلوماسية، وفي الوقت الذي يتوقّع فيه المراقبون عدم مواجهة المغرب لصعوبات كبيرة أمام مجلس الآمن الدولي، بعد عودة العلاقات مع فرنسا إلى طبيعتها، واستمرار مفعول التوافق الذي تم بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل نحو سنتين حول العلاقات الثنائية؛ لجأ خصوم المغرب إلى هياكل الاتحاد الافريقي الذي لا يضم المملكة ضمن أعضائه، واستصدروا قرارا من مجلس السلم والأمن الإفريقي الموجود مقرّه في العاصمة الاثيوبية اديب ابابا، يطالب مجلس الأمن الدولي "باتخاذ كل الإجراءات اللازمة" من اجل تسريع حلّ نزاع الصحراء. المجلس خلص إلى أنه "فشلت إلى حد الآن كل الجهود الرامية إلى إيجاد حل في تحقيق النتائج المرجوة وأن الانسداد السائد لا يزيد من التوتر في المنطقة فحسب بل ويقوض جهود ترقية التكامل في المنطقة المغاربية. وعليه فإن المجلس يعتبر أن بذل المزيد من الجهود لتجاوز المأزق الحالي أمرا ملحا".