في الوقت الذي يتركّز فيه الاهتمام الإعلامي والسياسي على المعركة الحقوقية في النزاع الدائر حول الصحراء، وتشتدّ فيه المواجهات في كبريات المحافل الدولية لكسب الورقة الحقوقية؛ فتحت جبهة البوليساريو معركة جديدة حول استغلال الثورات الطبيعية للصحراء، فقد علمت اليوم 24 ان امحمد خداد عضو أمانة جبهة البوليساريو، حلّ بالعاصمة البريطانية لندن مستهل الأسبوع الحالي، ووقع مع مسؤولي شركات بريطانية على اتفاقيات للتنقيب عن النفط في المنطقة العازلة من الصحراء، وهي المنطقة الواقعة شرق الجدار العازل. الوفد الانفصالي قام أيضا بالتوقيع على عقد جديد، مع شركة مغمورة تأسست في السنة الماضية فقط، تحمل اسم "ريد ريو بتروليوم"، ينصّ على تمكين هذه الأخيرة من القيام بأعمال تنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، في منطقة "بئر الحلو" في أقصى شرق المنطقة العازلة، قرب "تفاريتي" التي شهدت في السنوات القليلة الماضية حضورا وأنشطة رسمية لقيادة جبهة البوليساريو. فيما يعود تاريخ إقدام الجبهة الانفصالية على فتح الباب أمام نوع جديد من الاستفزاز يتمثل في توقيع عقود للتنقيب عن البترول، إلى العام 2006، حيث كانت الجبهة قد أعلنت عن توقيع 9 اتفاقيات مع شركات غربية بهدف تقييم المخزونات الطاقية المتوفرة في بعض المواقع في المنطقة العازلة. الخبير في شؤون الصحراء، مصطفى ناعيمي، قال ل"اليوم24" تعليقا على هذه الانباء، إن الأمر يتعلّق بضغوط وضغوط متبادلة ترتبط بالمرحلة الحساسة حاليا، والمتمثلة بقرب اجتماع مجلس الأمن الدولي. "وبالتالي فهي مناورات أكثر منها اتفاقيات فعلية، وقد سبق ذلك إعلان الجبهة عن اتفاقيات سابقة". وأوضح ناعيمي أن القانون الدولي يسمح لأطراف النزاع بتوقيع اتفاقيات التنقيب، "لكن ليس الاستغلال، لأن هذه المرحلة هي من اختصاص الجهة المخول لها أمميا تدبير المنطقة، والتي هي المغرب، أما الجبهة فلا تملك أية صلاحية قانونية لاتخاذ أي قرار يتعلّق بتدبير المنطقة المتنازع عليها".