انتقدت شرطة الحدود الإيطالية، في بيان أصدرته بداية الأسبوع الجاري، ما اسمته تصرفا غريبا ولا إنسانيا من الشرطة النمساوية التي قامت نهاية الأسبوع الماضي بترحيل مهاجر سري مغربي حتى الحدود الإيطالية وتسليمه إلى الأمن الإيطالي رغم أن الشاب كان في وضعية صحية حرجة. وأشار بيان الشرطة الإيطالية إلى أن نظيرتها النمساوية "لم تخبرها عن الحالة الصحية للمهاجر المغربي الذي رحلته"، إذ تكتمت عن ذلك، لكن بعد ساعات من تسلمه سقط مغشيا عليه ليتم نقله إلى المستشفى للعلاج. وحكى الشاب بعدها لشرطة الحدود في إيطاليا عن أنه تم إيقافه يوما قبل ذلك في النمسا، وبأنه أصيب هناك بنوبة صرع لكن الشرطة لم تبالي بذلك، حيث احتفظت به عندها لتقوم بترحيله في اليوم الموالي إلى الحدود الإيطالية التي قدِم منها. وعاب اتحاد الشرطة الإيطالي المسمى COISP" " على الأمن النمساوي تكتمه الدائم على الملفات الصحية للمهاجرين السريين الذين تسلمهم لإيطاليا، حيث سبق وأن صادف حالات أخرى لمهاجرين سريين تسلمهم بهم أمراض معدية. وتشتكي السلطات الإيطالية مواجهتها لوحدها معضلة الهجرة السرية، إذ طالما وجهت انتقادات حادة إلى الإتحاد الأوربي بسبب عدم تقديم المساعدة لها بالشكل المطلوب، إذ يتوافد عليها بشكل شبه يومي مئات المهاجرين السريين عبر قوارب الهجرة السرية. وتكلفها استضافتهم ميزانية ضخمة. لكن بالمقابل لا تتوانى دول جوارها، خاصة سويسراوالنمسا وفرنسا في تشديد المراقبة في حدودها لإعادة أي مهاجر سري تضبطه إلى إيطاليا.