على امتداد عمر هذا الطفل الصغير، الذي بالكاد أتم عامه الثاني، تمتد معاناة أسرة بأكملها مع مرض نادر ألم بطفلها وبات يهدده بفقدان نعمة البصر. "مراون"..طفل من أقاصي الوطن، يعيش رفقة عائلته بمنطقة "اجداين" الواقعة على بعد 3 كلم عن فزوان نواحي بركان. هناك تعيش أسرة "غانمي" الفقيرة يوميات صراع مرير مع ضنك العيش وقلة فرص العلاج، فأطباء المنطقة لم يستطيعوا تشخيص المرض بشكل جيد، وهو ما زاد من معاناة الطفل الصغير، على حد تعبير أسرته. أكثر من ذلك، فالأسرة، مجبرة على التردد باستمرار على مدينة بركان من أجل عرض ابنها على الطبيب، حيث لا منفذ للعلاج بقرية المعدمة ! معاناة الطفل "مروان" تعود لأول يوم من خروجه للعالم، إذ لم تدق أسرته فرحتها بمولدها الجديد، بعد أن اكتشفت أن عينه اليمنى غير عادية. واضطرت الأسرة، رغم قلة ذات اليد، إلى اصطحاب ابنها للطبيب، لتكون النتيجة صادمة وقاسية، فالطفل مروان ولد ب"كيس" في العين، قبل أن تكشف الأسرة بعد رحلة علاج مضنية امتدت لشهور أن الأمر يتعلق بمرض ناذر ! الأم، وبصوت مرتبك، تحكي قصة صغيرها مروان مع المرض الناذر ل"اليوم 24″ وتقول إن "معاناته بدأت منذ ولادته"، مضيفا أن "التشخيص الطبي قد يكون سببا في سوء حالته". وتضيف "كنا نعتقد أن الأمر سيحل بعد وصفات طبية قمنا باتباعها منذ أول يوم عرض فيه على الطبيب"، لكنها للأسف "لم تجد نفعا، وحالة مروان صارت أكثر سوءا، لدرجة نخال معها أن عينه ستفقع !". مسيرة علاج هذا الطفل حولت حياة الأسرة إلى "ألم ومعاناة"، فقلة ذات اليد عمقت جروح الأم والأب اللذان عجزا عن توفير علاج مجدي لفلذة كبدهما، فيما محدودية ما تيسر من علاج لم تجد نفعا إلى حد الآن. حالة مروان، الذي أتم عامه الثاني في فبراير الماضي، تزداد سوءا يوما بعد يوم، وبحجم معاناة الأسرة طوال السنين الماضية، بحجم أملها في أن يخرج الصغير إلى العالم دون أن ينتبه أحد إلى عينه المنتفخة، ودون أن يسأل كل من يراه عما به، وأكثر من ذلك، دون أن يخاف بعض من يراه من وجهه الطفولي الذي عبث به المرض، فيبتعد عنه ! الأم التي حولتها المعاناة إلى "كومة" حزن صارت تشكك حتى في العلاج الذي تلقاها ابنها في السنين الماضية، إذ تحدثت لليوم 24 عن "امكانية مساهمة بعض الوصفات الطبية في سوء حالته". وأضافت "في البداية، أخبرونا أن عين ابني فيها "كيس"، فقدموا لي وصفة دواء واضبت عليها، إلا أن عينه كانت تزداد انتفاخا"، مشيرة إلى أنه بعد إعادة التشخيص، أخبرها الأطباء أن الأمر يتعلق بورم وليس "كيسا". وزادت بحنق العاجزين "أظن أن سوء تشخيص المرض منذ البداية هو الذي زاد حالة ابني سوءا، إذ لو كان التشخيص جيدا منذ البداية ما كان ابني ليصل إلى الحالة التي هو عليها الآن". وعلى الرغم من كل هذه المعاناة، إلأ أن والدة مروان يحدوها أمل دافئ تمتزج فيه أماني الأم بلوعة العجز في لحظة خلاص، فهي تتضرع باستمرار إلى الله لأن يخفف آلام ابنها، ومحنة أسرتها، مثلما تناشد القلوب الرحيمة لمساعدتها حتى ينجو ابنها من رحلة قاسية قد تقوده نحو عالم الظلام ! اب الطفل **غانمي حسين** و الطفل ** غانمي مروان ** رقم الهاتف 0661621744 رقم الهاتف 0615279784