حاورتها : مريم زريرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أعلن موقع CNN عربية عن فوز المذيعة ومقدمة البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية خديجة بن قنة بلقب الإعلامية الأكثر إلهاما للجمهور، المنافسة كانت بين أربع إعلاميات عربيات حيث تفوقت عليهن بأعلى نسبة تصويت. في حوار لليوم24 مع بن قنة، تتحدث عن هذا اللقب، إضافة إلى أقوى لحظات مسارها في قناة الجزيرة وأسباب تميزها عن غيرها من الإعلاميات: { حصلت منذ أيام قليلة على لقب مميز فعلا، وهو لقب «الإعلامية العربية الأكثر إلهاما للجمهور»، لم يسأل موقع سي إن إن في استقرائه عن الإعلامية الأكثر جاذبية أو الأكثر شعبية أو الأكثر قربا من قلوب الجماهير، ولكنه تحدث عن مصدر «الإلهام»، هل تشعر خديجة بن قنة بأنها فعلا ملهمة للجمهور؟ لا أدري ما هي معايير اختيار موقع CNN لمصطلح الإلهام، ولكن الإلهام في كل الحالات هو شيء رائع ومميز، لأنه مرتبط بقوّة التأثير الإيجابي على الناس، وهو جوهر العلاقة بين الناس والمذيع، حيث يصبح المذيع فردا من أفراد عائلتك يدخل بيتك ويعيش معك، ولهذا أجد من الرائع أن نتحول إلى مصدر إلهام للجمهور، ونصبح سببا مساعدا في تغيير بعض قراراتهم نحو الأفضل.. فأن يراك الناس مرادفا للنجاح (رغم نسبية مفهوم النجاح)، ومحفزا لهم لتحقيق هذا النجاح، يضع على عاتقك مسؤولية أكبر.. لأنك ببساطة أصبحت في نظرهم قدوة، والقدوة غير مسموح لها بالخطأ.. { أليس غريبا أن تحصل خديجة بن قنة على هذا اللقب في الوقت الذي تشهد فيه الجزيرة هجوما غير مسبوق على سياستها وطريقتها في تغطية الأحداث ، وحديثا عن تراجع في نسبة مشاهدتها؟ هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، والدليل أمامك اليوم، لم تُفرض على المصوتين أيُ أدوات ضغط لإرغامهم على التصويت لصالح مذيعة الجزيرة. فقد صوتوا بحرية كاملة ومن تلقاء أنفسهم وبشكل مباشر دون وسطاء أو لجان تحكيم، وكان التصويت بنسبة 75 بالمائة لصالحنا.. أعتقد أن هذا هو الدليل الأكبر على أن الجزيرة ما زالت تحظى بشعبية عالية لدى جمهورها رغم كل حملات الشيطنة والتشويه التي تتعرض لها من طرف أجهزة الإعلام المؤدلج الذي يؤثث الدولة العميقة والثورات المضادة. { غابت وجوه كثيرة عن الجزيرة وظهرت وجوه جديدة، وظل وجه خديجة بن قنة ثابتا على الشاشة لمدة تكاد تقارب العقدين من الزمن، هل هناك ارتباط عضوي بين بن قنة والجزيرة، ألا ترين نفسك مستقبلا في قناة غير الجزيرة؟ ما بيني بين الجزيرة قصة حبّ فيها ما في حياتنا العادية عندما نحب.. نتفق ونختلف، نفرح ونغضب، نهادن ونصعّد، ولكننا لا نفترق. { هل وجودك بالجزيرة ساهم في فوزك بألقاب كثيرة، منها تصنيفك من مجلّة فوربس Forbes الأمريكية سنة 2006، وكذلك من مجلة الأريبين بيزنس Arabian Businessلأربع سنوات متتالية؟ وجودي في الجزيرة ساهم كثيرا في اختيار اسمي ضمن الأسماء المطروحة في كل الاستفتاءات السابقة.. أقول ذلك لأن سعة الوعاء الذي تسبح فيه هو الذي يحدد حجم أو طول المسافات التي يمكنك قطعها. والحقيقة أنه رغم التحديات وتعقيدات المرحلة الحالية التي نعيشها في العالم العربي، وانعكاسات ذلك على الإعلام والإعلاميين، إلا أن الجزيرة تبقى اسما عالميا مستعصيا على المنافسة. { هل ترين أي رابط بين تقدير الجمهور لك وحبه لأدائك وعملك وطريقة تقديمك للأخبار وبين الحجاب الذي ترتدينه منذ سنوات؟ لا أنكر أن الحجاب زاد من تقدير الجمهور لي، رغم أن الحجاب مسألة لا تحظى بالإجماع ولا يفترض أن تكون كذلك، بدليل التعليقات الكثيرة التي نقرؤها على النت عن توصيف الناس للحجاب بين متشدد ومعتدل.. لكن في كل الأحوال، نحن نعيش في مجتمعات عربية تتسم بقِيَم المحافظة الاجتماعية، وهذا يفرض نوعا من الالتزام والاحتشام في المظهر والشكل، وهذا ما نراه على الشاشة ومذيعات الجزيرة كلهن بلا استثناء لا يشذذن عن القاعدة، سواء كنّ محجبات أو غير محجبات. لكن المظهر وحده لا يكفي. فامتلاك أدوات المهنة وتوظيفها بشكل صحيح هو الأساس في عملنا. فالجمهور لا يصوّت لهذه المذيعة أو تلك لأنها محجبة أو غير محجبة، بل يصوّت للكفاءة والقدرة على إدارة الحوارات بشكل مهني سليم. { رأى الجمهور العربي في القنوات التلفزيونية الخاصة، التي ظهرت في أكثر من قطر عربي في العقدين الأخيرين، متنفسا ومحفزا لحرية التعبير والرقي والتغيير، ويظهر اليوم أن هذه الأماني تكاد تصبح أوهاما. القنوات موجودة وتبت بشكل متواصل يوميا، لكن الانتكاسات والإحباطات والصراعات تزداد في كل الأقطار، ما تفسيرك لذلك؟ أعتقد أن الأمر مرتبط بسببين، السبب الأول تناسل وتكاثر الفضائيات الخاصة المملوكة لرجال الأعمال، والمسيّرة وفق أجندات تحكمها مصالح مالية وسياسية، وثانيا عدم وجود هيئات رسمية تضبط العملية مثل المجلس الأعلى للسمعي البصري. لكن كثيرا من هذه الفضائيات الناشئة خلقت حراكا جميلا أثرى المشهد الإعلامي رغم الاستقطابات الحاصلة، وقد وقفت على هذا الأمر بنفسي عندما قمت بتغطية الانتخابات الرئاسية في تونس، وشاهدت حجم التأثير الذي تمارسه الفضائيات المحلية على الجمهور وعلى توجهات الناخبين. { ما الفرق برأيك بين جزيرة عام 1996 وجزيرة عام 2015 ؟ جزيرة 1996 كانت بها نخلة واحدة هي الجزيرة الإخبارية. أما جزيرة 2015، فبها مشتل نخيل يضمّ الجزيرة الإخبارية الأم، ومعها الجزيرة الإنجليزية والوثائقية والبلقانية والتركية والجزيرة نت باللغتين العربية والإنجليزية، ومركز الجزيرة للدراسات، ومركز الجزيرة للتدريب ….إلخ. القائمة طويلة والنخيل ما زال مثمرا حتى اليوم.