خرج العشرات من "الفراشة" وأصحاب الدراجات ثلاثية العجلات "التريبورتور"، في احتجاجات غير مسبوقة، صباح اليوم الاثنين في مدينة وجدة. المحتجون الذين قدموا من مختلف نقاط تمركزهم في مدينة وجدة، خصوصا من سوق حي بوقنادل، رفعوا شعارات منددة بما يعتبرونه "حملة لاستهدافهم من طرف باشوية وبلدية المدينة"، كما طالبوا برحيل خليفة القائد العضو بلجنة محاربة الفوضى، جعفر بوحبة، الذي يقولون إنه "مسؤول عن الحملة التي تشن ضدهم". السلطات تشرع في سحب المحلات من "الفراشة المتمردين" بوجدة وقال بعضهم في تصريحات ل"اليوم24″ إن السلع التي تُحجز "لا يعرفون وجهتها الحقيقية"، مطالبين السلطات ب"السماح لهم بالبيع بتلك الطريقة على اعتبار أنهم لا يتوفرون على بديل"، قبل أن يهددوا بتصعيد احتجاجاتهم في حال تعرضوا للمزيد من "المضايقات". في السياق نفسه، وتعليقا على هذه الاحتجاجات، أكد خليفة القائد، جعفر بوحبة، أن الحملة التي تقودها لجنة محاربة الفوضى "تأتي بعد التعليمات التي تلقتها من والي الجهة محمد مهيدية، في اجتماع لها منذ أسبوع عقد بباشوية وجدة، بعدما استفحلت ظاهرة الفوضى واحتلال الملك العام، وانتشار العربات المجرورة". ووفق ما أكده نفس المتحدث في تصريح ل"اليوم24″، فإن الحملة "هدفت إلى الحد من ظاهرة الفوضى، وتمت وفق الضوابط القانونية المعمول بها". بوحبة أشار إلى أن السلع التي تصادر تُوَجه إلى الجمعيات الخيرية المعروفة في المدينة، فيما العربات يتم التخلص منها تحت إشراف الشرطة والسلطات، مؤكدا أن هذه الأخيرة شيدت لهؤلاء الباعة عدة أسواق نموذجية بأحياء مختلفة، غير أنهم لم يلزموا محلاتهم، وقرروا الاستمرار في "تجارة الفوضى"، على حد تعبيره. في الإطار نفسه، أكد محمدي البكاي، عن تنسيقية مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، أن معالجة مشكلة الباعة المتجولين لا يمكن أن تتم "عبر الإجراءات القمعية من مطاردات في الشوارع ومحاصرات"، بل "بإيجاد حلول عملية معقولة، وعبر منهجية تشاركية وحوار مثمر". واعتبر المتحدث نفسه، أن "فتح حوار بهدف إيجاد حلول لهذه الفئة عبر تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة، هو السبيل للقضاء على مظاهر الفوضى".