أنشئت الهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية كأكبر تجمع لشبيبات الأحزاب من أجل وضع برامج مشتركة تهدف إلى تقوية عمل الشباب داخل تنظيماتهم ومساعدتهم في القدرة على صنع القرار السياسي، لكن تعرف الهيأة حاليا بعض المشاكل التي يتحدث عنها فاعلون سياسيون وجمعويون. ومن أجل معرفة وضع هذه الهيأة الشبابية، تعرض اليوم24 رأيين متقابلين: الغراس: الوزارة في تفاعل مستمر مع الهيأة { هل ترى من ضرورة لاستمرار وجود هيئة ليست لها أية صيغة قانونية ولا تنظم أنشطة في الوقت الحالي؟ لقد أُحدث المعهد الوطني للشباب والديمقراطية، وهو مؤسسة تابعة لوزارة الشباب والرياضة سنة 2006، بموجب قرار لكاتب الدولة المكلفة بالشباب آنذاك، ويهتم بالمساهمة في تكوين منخرطي الشبيبات الحزبية، حيث يشمل هذا التكوين تقوية قدرات الشباب في مختلف المجالات التي تتيح لهم تطوير آدائهم داخل الأحزاب التي ينتمون إليها، كما يحث ويساعد هذه المنظمات على القيام بدورها في توعية وتأطير شباب آخرين، وتربيتهم على قيم المواطنة والديمقراطية كثقافة وسلوك. وتجدر الإشارة إلى أن الهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية تستفيد من البرامج التي تنظمها الوزارة لفائدة الشباب، خصوصا فيما يخص الجامعات الصيفية للشباب واللقاءات الدراسية، كما تساعدها على تحقيق برامجها. { هناك أصوات داخل تنظيمات جمعوية تنادي بتوسيع التمثيلية لتشمل شبابا خارج الأحزاب مع رأيك في ذلك؟ يجب أن أوضح أن الهيأة حاليا تقوم بدورها في تحقيق الأهداف التي رسمتها لنفسها منذ البداية، والمتمثلة في دعم برامج تكوين الشباب سياسيا، ويمكن للهيأة أن تفكر في توسيع تمثيلية المنظمات المتواجدة داخلها، علما أن المستفيدين من أنشطة المعهد قد تشمل كذلك بعض الشباب خارج التنظيمات الحزبية، خصوصا عندما ننظم الأنشطة الإشعاعية. { لقد انتهت المشاورات بخصوص المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، برأيك هل سيعوض هذا المجلس الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية؟ أذكر أن المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي هو هيأة دستورية ينص عليها الدستور المغربي لسنة 2011 في مادتيه 33 و 170¡ وقد عملت الوزارة على تعيين لجنة لإعداد مشروع قانون لهذه الهيأة، الشيء الذي تم خلال سنة 2014، في انتظار المصادقة عليه، وبالتالي تحديد الأدوار المنوطة بهذه الهيأة . ولا يمكن للمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي أن يعوض الهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية، بل لقد كانت هذه الهيأة أحد المكونات التي تمت استشارتها قصد إعداد مشروع قانون. { أين وصلت النقاشات والمشاورات بخصوص مستقبل هذه الهيئة مع باقي الشبيبات الحزبية؟ النقاش لا زال مستمرا. فالوزارة في تفاعل مستمر مع الهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية، بحيث تعقد اجتماعات دورية قصد مناقشة ودراسة مختلف برامج الهيأة وسبل مساعدتها لتحقيق أهدافها المسطرة. * مدير الشباب والطفولة والشؤون النسوية بوزارة الشباب والرياضة. المزواري :الهيأة تعرف موتا سريريا { هل هناك ضرورة لاستمرار وجود هيئة ليست لها أية صيغة قانونية ولا تنظم أنشطة في الوقت الحالي؟ كنا قد وجدنا صيغة قانونية لعملنا، وهو تأسيس جمعية لتكون لديها الشخصية المعنوية، æاستمرار الهيأة أمر لا زال مطروحا، وله راهنيته في الوقت الحالي، وأشير إلى أن تأسيسها قد شكل سابقة دولية، إذ كان للمغرب السبق في تجميع كل الشبيبات الحزبية في هيأة واحدة، تجمعها أرضية مشتركة للعمل، تشتغل بالأساس على التكوين والتأطير في مجال الثقافة الديمقراطية. لكن مع الأسف، تعرف الهيأة الآن موتا سريريا منذ أن كان قد تقلد محمد أوزين منصبه في وزارة الشباب والرياضة، الذي لم يتعامل بشكل إيجابي مع المكونات الشبابية ومع طموحاتهم، بينما عاشت أحسن فتراتها في عهد محمد الكحص، إضافة إلى الوزير السابق منصف بلخياط، إذ حققنا مجموعة من المكاسب في عهده. { هناك من يطالب من داخل التنظيمات الجمعوية بتوسيع التمثيلية لتشمل شبابا خارج الأحزاب مع رأيك في ذلك ؟ أعتبر أن هذا الطرح غير سليم، لأن كل التنظيمات يلزمها إطار يجمعها لوجود قاسم مشترك بينها، فصعب أن نجمع في الهيأة بين العمل السياسي والمدني، لكن التنسيق مطروح، وهناك هيآت أخرى تعبر عن هذا التنسيق كالهيأة الوطنية للتخييم، ويمكن للجمعيات التي تعنى بمجال الشباب أن تؤسس هيأتها الخاصة التي تجمع بينها، لذلك من الصعب جدا، وظيفيا وتنظيميا، أن يتكتل الكل في تنظيم واحد، لأن الأهداف والوظائف مختلفة. { بعد انتهاء المشاورات بخصوص المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، برأيك هل سيعوض هذا المجلس عمل الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية؟ يجب أن أشير هنا إلى أن الهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية قد أعلنت في وقت سابق عن مقاطعتها لهذه المشاورات والأشغال بسبب وجود اختلاف سياسي وسط الهيأة، وهو ما فرض علينا أن نكون بمنأى عن أي شرخ يمكن أن يخلقه هذا الموضوع، ولكن لدينا رأي فيما يخص أولوية هذا المجلس، إذ لا يزال موضوعا غير مطروح في القنوات التنظيمية، ونحن نشجع أن يكون هناك اهتمام بقضايا الشباب عبر مختلف المؤسسات، لكن لن نسمح بأن يقوم المجلس بأدوار من المفترض أن تقوم بها الهيأة الوطنية، التي تحرص على استقلاليتها عن كل المجالس. { هل هناك نقاشات بخصوص مستقبل هذه الهيئة مع الوزارة الوصية؟ حاليا، لا توجد هناك أية مشاورات التي توقفت منذ مدة طويلة. فالوزير السابق محمد أوزين لم يكن جديا في تعامله مع الهيأة، لدرجة أنه قد رفض بعض المكتسبات التي كنا قد حققناها عندما وقعنا اتفاقيات خلال جلسات الشباب، ومنها منح للمنظمات الشبابية التي تم التراجع عنها، لكننا لن نترك الأمور على حالها، وسنحيي عمل هذه الهيأة من جديد. * المنسق الوطني للهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية.