اعترف رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله أن صورة الغرفة الثانية للبرلمان المغربي "مؤسفة"، بالنظر الى نسب الغياب الكبيرة، مؤكدا أن مجلس المستشارين سيشرع في الاقتطاع من أجور المتغيبين. بيد الله، الذي كان يتحدث خلال منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، صباح اليوم الثلاثاء، اعتبر أن الغياب "مرض مزمن ويمثل روماتيزم البرلمانات في العالم كله"، مؤكدا أنه مشكلة كبيرة في الغرفة الثانية في المغرب، يتم العمل على حلها. وعن قرار الاقتطاع من أجور المتغيبين، أكد بيد الله أن المجلس واجه في بداية الأمر إشكالية قانونية في ما يتعلق بهذا الموضوع، وذلك نظرا لكون المستشارين لا يتلقون رواتب بل تعويضات، هذا علاوة على إشكالية مصير الاقتطاعات التي لا يمكن إرجاعها للخزينة العامة كما لا يمكن للمجلس الاحتفاظ بها، وهو ما استدعى، حسب ذات المتحدث، العمل مع وزارة الاقتصاد والمالية على إيجاد حل، سيتم تطبيقه قريبا حسب ما أعلن بيد الله، حيث سيتم اقتطاع ألف درهم لكل مستشار تغيب عن حضور جلسة عمومية. وحاول رئيس االغرفة الثانية التماس الأعذار للمستشارين، حيث أشار إلى ان "محبطين بسبب نقصان مدة الولاية من تسع سنوات الى ستة، هذا إلى جانب تقلص أعداد أعضاء هذه الغرفة"، وهو ما اعتبره، نفس المتحدث، "تقاعسا" في الدفاع عن الغرفة من طرف سياسيي المملكة. هذا وأرجع بيد الله تدني نسبة الحضور إلى جمع المستشار بين أكثر من صفة "فهناك من يجمع بين قبعة وعمامة" على حد تعبيره، مشيرا إلى كون بعض المستشارين يشغلون إلى جانب مهمتهم البرلمانية مناصب كرؤساء جماعات أو غير ذلك. من جهة أخرى، رمى بيد الله بكرة حل إشكالية الغياب في ملعب الأحزاب السياسية والفرق البرلمانية إلى جانب الناخبين الذين دعاهم إلى معاقبة الغائبين بعدم التصويت عليهم، موضحا في هذا الصدد موقفه المتمثل في كونه "ليس دركيا، بل ينسق بين أعضاء مكتب المجلس الذي يضم تمثيليات جميع الأحزاب السياسية"، مردفا "واش نقول لو ايلا ما جيتي غانقطعو ليك ودنيك؟ما عندناش تلاميذ حتى نتعامل بمبدأ الترغيب والترهيب"، قبل أن يضيف "اللي حاضر جسميا وغايب فكريا اش بغيتي بيه؟ كياكل ليك غير أتاي وحوايج آخرين… اللهم يغيب"، على حد تعبير بيد الله.