في الوقت الذي أعطى فيه رئيس مجلس النواب كريم غلاب، الضوء الأخضر لتلاوة لائحة أسماء النواب المتغيبين قبيل انطلاق أشغال إحدى الجلسات بالغرفة الأولى الشهرالماضي، بدأت الأصوات تتعالى داخل الغرفة الثانية مطالبة رئيس مجلس المستشارين الشيخ بيد الله، بأن يحذو حذو رفيقه في الغرفة بدوره عن لائحة المستشارين المتغيبين. غير أن بيد الله، يبدو أنه غير آبه بمطلب المستشارين البرلمانيين، الذين يواظبون على الحضور، وذلك بحصر لائحة المتغيبين وتلاوتها على مسامع المستشارين في إحدى جلسات المجلس، فحسب مصدر من الغرفة الثانية، فإن مكتب مجلس المستشارين يتداول دائما في لائحة الغيابات، والتي قال عنها أنها «توسعت كثيرا في الآونة الأخيرة، إلا أنه يتردد في نشرها» المصدر نفسه، لم يخف أن لائحة المستشارين، الذي يتغيبون عن جلسات الغرفة الثانية سواء على مستوى اللجان أو الجلسات العمومية، تداول فيها مكتب المجلس أكثر من مرة، غير أنه بالمقابل مستغربا «لا أعرف لماذا لم تتم تلاوة لائحة أسماء المتغيبين في إحدى جلسات المجلس ونشرها في الجريدة الرسمية رغم مطالبتنا بذلك»، يضيف المصدر ذاته، قبل أن يستطرد قائلا « الجانب الأخلاقي يفرض نشر لائحة المتغيبين» وإذاكانت ظاهرة غياب المستشارين البرلمانيين تؤرق رئيس المجلس ومعه البرلمانيون الذين يواظبون على الحضور، فإن مصدرا آخر من الغرفة الثانية، أكد أنه «إذا كنا نطرح دائما على الموضوع للنقاش دخلا مجلس المستشارين، فغالبنا من نختلف حول طريقة المعالجة» وعلى الرغم من أن مجلس المستشارين يحصي دائما عدد متغيبيه، فإنه حسب المصدر نفسه، هناك عدد من الأسباب تحول دون نشر اللائحة، لخصها بالقول أن «المجلس يعيش مرحلة انتقالية، وبالتالي بالوضعية داخله ليست على ما يرام». وإذا كان المصدر نفسه، يبدو غاضبا عن الوضع، الذي يوجد عليه مجلس المستشارين بعد توسع دائرة الغياب غير المبرر للمستشارين البرلمانيين، فإنه لم يتردد في وصف ما يجري داخل الغرفة الثانية، قائلا بكلمات لاتخلو من أسف « إن ثلث المستشارين يتغيبون بشكل دائم»، قبل أن ينقلب ساخرا« هناك من المستشارين من لا يحضر الا لجلسات افتتاح الدورة التشريعية من طرف الملك».