هل هناك مؤشرات على عودة حزب الأصالة والمعاصرة إلى الممارسات التي وقعت سنة 2009؟ أعتقد أن هناك بعض الإشارات من مركز النظام، تفسر على أن هذا التوجه، من خلال سعي البام إلى الهيمنة على الانتخابات المقبلة، وضبط تسيير المدن الكبرى، ونسج تحالفات ضد البيجيدي. هناك توجه داخل الدولة يرى أن المسار الذي أدى الى إخراج دستور جديد، يمنح صلاحيات للحكومة، والسماح لحزب العدالة والتنمية برئاسة الحكومة، يعد مسارا خاطئا، ما كان له أن يتم. هذا التوجه يرى أن هذه تنازلات أضرت بالنظام ومست هيبته. هل تعتقد أن البام مرشح للعب أدوار جديدة في المستقبل بعد تواريه إلى الخلف بعد أحداث الربيع العربي؟ هناك توجه داخل النظام يعتقد بأن البام لازال قادرا على لعب أدوار في مواجهة البيجيدي وملء فراغ الساحة السياسية بعد ضعف حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. هذا التوجه كان قد توارى الى الخلف بعد أحداث الربيع العربي، مقابل انتصار توجه آخر يرى أنه لا ضرورة لخلق حزب الدولة، وأن دور الدولة هو مراقبة الأحزاب والتعامل بنفس المسافة معها، وأن هناك خطرا كبيرا إذا نجح حزب الدولة في السيطرة على الحياة السياسية. هل عاد التوجه المؤيد للبام إلى الواجهة من جديد؟ نعم، هذا التوجه عاد بقوة مؤخرا وهو يعتبر أن الدولة ارتكبت أخطاء نتيجة الهلع الذي أصابها بعد خروج حركة 20 فبراير، والآن يجب طي الصفحة، والعودة الى الممارسات والتقاليد السابقة، وجعل الانتخابات المقبلة، محطة لإنهاء تجربة البيجيدي. لأنهم يرون أن وصول البيجيدي الى السلطة لا يعكس سوى تأقلما مع موجة من الأحداث، فقط ولا يمكن أن يستمر هذا الحزب في السلطة. لماذا إذن يهاجم ابن كيران، إلياس العمري؟ من بين أهداف ابن كيران، من وراء هجومه على العماري، دعم توجه داخل الدولة يرفض عودة البام الى ممارساته السابقة لأنها مضرة بالنظام، وحتى لا تتكرر نفس ممارسات 2009 في انتخابات 2015، من ضغط سياسي وترهيب واعتقالات أحيانا.