في حواره مع « اليوم24»، يتحدث الفنان المغربي الشاب، أحمد شوقي، عن أهم شروط نجاح الفنان، وعن سمات أغاني المرحلة التي اشتهرت، كما يكشف الفنان، الذي نال شهرة واسعة بعد تقديمه عددا من الأغاني إلى جانب فنانين مشاهير كبيتبول و«ماجيك سيستيم» من إنتاج «ريدوان»، جديده المغربي والغربي، إلى جانب النجمين إينريكي إيغليسياس وفلو ريدا. بعد أغنيتيك «الموندياليتو» و«it's my life»، ما الجديد الذي تحضره لجمهورك؟ أنا بصدد تحضير أغنيتين جديدتين، إحداهما غربية، وأخرى باللهجة المغربية، ستتناول موضوعا مغربيا مائة في المائة. مع من تتعاون في هذين العملين؟ وما طبيعتهما تحديدا؟ لن أتحدث عن الأغنية المغربية، أفضل تركها مفاجأة للجمهور، أما الأغنية الثانية فهي عبارة عن «تريو» يجمعني بالنجم الإسباني إينريكي إيغليسياس والنجم الأمريكي فلو ريدا. وقد تم تسجيل الأغنية أخيرا، ولم نتفق بعد على موعد محدد لإخراجها، تبعا لتعقيدات شركات الإنتاج العالمية المعروفة. وسنصورها على شكل فيديو كليب بعد إطلاقها. بأي لغة تغني في «التريو» الجديد؟ وما موضوعه تحديدا؟ سأغني بالإنجليزية، والموضوع عاطفي، كل سيغني عن فتاته. فتاتي وفتاة إيغليسياس لا تختلفان، لكن فلو ريدا له فتاة خاصة (يقول ضاحكا). إلى من يعود أصل فكرة العمل؟ الفكرة ل«ريدوان»، لكن اجتماعي عبرها بإيغليسياس كان عن طريق خاص، إذ التقيته بالصدفة حين كنت أصور «حبيبي أي لاف يو»، بميامي، التقيته بالقرب من بيت «ريدوان»، وهو يدخل بيته، فألقى التحية علي بالقول: «أهلا أنا إينريكي»، فأجبته أنه غني عن التعريف، وتبادلنا الحديث قليلا، قبل أن نتفق على اللقاء مرة ثانية، وأمضينا الليلة نتحادث، وقرر خلالها أن أشاركه أغنيته. قلت إن إينريكي إيغليسياس من قرر التعامل معك، كيف انضاف إليكم فلو ريدا؟ أنا من اخترت ذلك، فإينريكي وفلو ريدا سبق لهما أن غنيا أغنية معا «ديو»، وطلب مني إيغليسياس أن أختار أغنية من بين أغانيه لأقدمها معه، فاخترت الأغنية التي غناها معه الفنان الأمريكي «فلو ريدا»، فقدمناها، وهكذا جاء «التريو». إلى اليوم أعمالك ينتجها «ريدوان»، هل جاء ذلك بالصدفة أم كان اختيارا مدروسا؟ ليس العمل وحده ما يجمعني ب«ريدوان»، وإنما قواسم مشتركة كثيرة في الحياة، بينها وجهات النظر، فضلا عن علاقة الصداقة التي تجمعنا منذ 2003. وتبعا لهذه العلاقة الطيبة استمرت «العشرة»، وسأتعامل معه دائما إن شاء الله. أما بداية تعرفي عليه فكانت عن طريق صديقي الذي هو أخ له. وكان حينها أنتج أعمالا مشهورة في السويد، قبل أن ينتج لمشاهير ك«شاكيرا» و«ليدي غاغا». بفضل لقائك ب«ريدوان»، أتيح لك اللقاء بفنانين مشاهير والاشتغال معهم، ونلت بذلك نصيبا من تلك الشهرة؟ هذا الأمر صحيح مائة في المائة، لأن الفنانين الشباب كثيرون اليوم، وإذا لم يجد اليوم الواحد منهم فرصة للظهور في أحسن صورة، بصرف النظر عن الصوت، فلا يمكنه أن يُعرف أو يشتهر. إذن، الصوت أصبح شيئا ثانويا في العمل الغنائي؟ تماما، والدليل على ذلك أننا نجد كثيرا من الأغاني الجيدة على مستوى الصوت على اليوتوب، وقليل منها ما يلقى المتابعة، وهذا أيضا يحدث بالصدفة، وذلك لأن أصحابها من الفنانين ليست خلفهم شركات إنتاج كبرى. هذه الشركات التي قد تخلق من شخص بصوت عادي نجما كبيرا، باشتغالها على مظهره «اللوك»، وأصبحت بذلك قيمة الصوت لا تتعدى نسبة 10 في المائة من المشروع ككل. تقر الآن بأن ما ساعدك على النجاح والظهور ليس صوتك؟ الشهرة التي نالتها الأغاني العربية أو العالمية التي نجحت حديثا غير مرتبطة بالصوت. فقد أصبح السهل والبسيط البعيد عن الطرب هو ما يجذب الجمهور، الذي لم يعد لديه الوقت للإنصات حتى يعرف القدرات الصوتية ويطرب. هو اليوم في حاجة إلى سماع كلمات سهلة متداولة تمس مشاعره، بلحن جميل يمكنه أن يحفظه ويردده بسرعة معك. تقول هذا رغم أنك عرفت أولا باهتمامك بالمدرسة الطربية لمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم؟ أجل وأقول ذلك باقتناع اليوم، لأني اكتشفت أن اللون الطربي مضى وقته بعدما أصبح الغناء «بيزنس»، والبسيط فيه البعيد عن الطرب هو ما يصل إلى الجمهور. ونلاحظ ذلك في أعمال فنانين عرب كبار اليوم، فمثلا أغاني صابر الرباعي أو أصالة أو شيرين لم تصل منها الأغاني الطربية إلى الجمهور، بل ما نجح هي الأغاني السهلة الخفيفة، السريعة الإيقاع. للأسف، صارت الحياة تمضي بشكل مضغوط، والأنترنت والتطور التكنولوجي عموما، أثرا سلبا على الذوق العام. إذن ما تقوله لا يعبر عن قناعة بالنمط الغنائي الجديد، بقدر ما هو مسايرة للواقع؟ لو كان بوسعي أن أغني اللون الطربي ويقبل عليه الجمهور لكنت أسعد لأن ذلك ما يشدني فنيا حقيقة، لكن اليوم صار لزاما الاشتغال على عناصر أخرى منها «اللوك»، وكيفية الوقوف على الخشبة، والبحث عن حركات تبهر الجمهور أو ما شابه، فأصبح الأمر معقدا. ورغم أننا نحاول المساهمة في الحفاظ على رقي الذوق الفني لدى الجمهور بالوسائل المتاحة، لكن من أجل الاستمرار في الساحة الفنية، لا بد من مواكبة السياق الفني العام، وإلا سأجد نفسي خارجه. وما نصيب الأغنية المغربية من كل هذا اليوم؟ الأغنية المغربية صارت هي «الطوب» في العالم العربي، بعدما ساهمت في انتشارها في الفترة الأخيرة أسماء مميزة كهدى سعد وأسماء لمنور وسعد لمجرد وحاتم عمور. ومن جهتي، أحاول كمغربي أن أسمع صوتي في العالم الغربي، في انتظار خروج أغنيتي المغربية المنفردة، التي ستكون مفاجأة للجمهور العربي والمغربي خصوصا.