صوت جبلي عميق، إيقاعات متفردة، كلمات مختارة، موسيقى مجددة، ورقص فردي وجماعي لا ينتهي في ليلة لا تنتهي.. تلك بعض مقومات العرس اللبناني المغربي الذي قدمته للجمهور المغربي الفنانة الأنيقة والجذابة نجوى كرم.. «يشرفني أن أعود للمغرب ولموازين الرباط للمرة الثانية بدعم منكم كجمهور ذواق.. وكل من يقف للمتابعة من هذا الجمهور فهو نجم من هذا الحضور الواسع الجميل..» بهذه الكلمات افتتحت نجوى كرم سهرتها الطويلة التي امتدت لحوالي الساعتين مساء يوم الثلاثاء 28 ماي 2013.. استعادت نجوى كرم أقوى نجاحاتها الفنية الجديدة والقديمة، فغنت للحب وللأم وللإنسان، وغنت للأرز وللبنان، فغنت أغاني مشهورة من قبيل: «هيدا أحكي» و « يا مدوبني»، «حظي حلو»، ثم أغانِي «لشحذ حبك» و«أنَا عم بمزح معك». و لم تنس نجاحاتها ك «مغرومَة»، و«روح روحِي»، وكذَا «غمزَة». توفقت النجمة نجوى كرم في لملمة عدد كبير من المعجبين، وصل لحوالي 30 ألف مشاهد، بفضل قدرتها على الجذب، وتحولها إلى مغنية لبنانية أيقونة في سماء الفن العربي.. إنها الفنانة نجوى كرم التي باعت عبر مشوار فني ما يقارب 50 مليون قرص.. سجلت نجوى كرم أول ألبوم لها سنة 1986 ، تابعت تكوينها بمدرسة الموسيقى ببيروت.. وانطلقت في عالم الغناء على الساحة العربية سنة 1989 ، من بين أشهر أغانيها «يا حبايب»، «ما بسمحلك»، «نغمة الحب» و«حظي حلو».. سنة 1994 ستوقّع نجوى كرم عقدا مع دار التسجيلات المرموقة «روتانا برود»، ولتراكم بعد ذلك هذه المطربة العديد من الجوائز والإنجازات.. لأنها ظلت طوال مسار فني متشبثَةً بلهجَة بلد الأرز، ختمت النجمة نجوى كرم سهرة ليلة الثلاثاء بلوحَة من التراث الفنِي والشعبِي اللبنانِي.. فكما غنت نجوى كرم رقصت أيضا نجوى كرم، رقصت رقصا توسطت فيه أعضاء الفرقة بصحبة عازفين على الدبكة اللبنانية، بينما تفاعل الجمهور بقوة مع تلك الأنغام والرقصات.. للتذكير، فقد سبق صعود النجمة نجوى كرم صعود جميل للمغربي عابد البيضاوي، الذي تمكن من إبهار جمهور شبابي، مؤديا عددا من الأغاني العربية والأجنبية، وهو الشاب المغربي الصاعد المعروف بإتقانه غناء للغة العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية.. غنى عابد البيضاوي للجمهور كثيرا من الأغاني من بينها : «حالة حب» و «أنا مين».. وبقاعة لارونيسانس، كان هناك صوت شجي، أسلوب غنائي مختلف، ثقة كبرى في النفس، حضور بارز، وقامة فنية متميزة.. تلك أهم معالم نجمة سهرة مساء يوم الثلاثاء الفنانة المصرية سارة دكي.. عادت الفنانة المصرية مساء يوم الثلاثاء الماضي بالجمهور المغربي الحاضر إلى زمن الأغنية الطربية الأصيلة، والتي تم استحضار معاني وأسلوب وفن راق جميل.. أتحفت سارة دكي الجمهور الحاضر بقاعة الرونيسانس بأجمل الكلاسيكيات العربية، منها أغاني أم كلتوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وغيرها من خالدات الطرب الأصيل. وصفق جمهور الرباط طويلا لهذا الصوت المتميز.. وتعمد الجمهور الحاضر بفضاء حفل سارة دكي أحيانا المطالبة بأغنية بعينها.. ولم تكن الفنانة المصرية إلا أمام خيار تلبية الطلب. حيث يأتي بعدها التفاعل شديدا. سارة دكي هي إذن نموذج مثالي للفنانة المصرية الصاعدة، تملك جميع مقومات النجاح الجماهري، صوتا وأسلوبا واختيارا للألحان.. ومن عمق إيقاعات العالم، قدمت الفنانة الكولومبية توتو لاموبوسينا عرضا فنيا أمريكو لاتينيا مهما لجمهور فضاء المسرح الوطني محمد الخامس.. عرض مذهل من حيث قيمته على مستوى الصوت والألحان والإيقاعات الأمريكية الإريقية المختلفة.. تعتبر توتو لا موبوسينا فنانة من مواليد سنة 1948، وهي من بين أكبر الأسماء في موسيقى أمريكا الجنوبية.. تدافع هذه المطربة الكولومبية عن تقاليد إيقاعات بلدها، كما أن موسيقى الفنانة توتو لاموبوسينا تملك عمقا يمزج بين الإيقاعات الإفريقية والإسبانية اللاتينية، بينما مكنت القدرات الصوتية للفنانة من أداء الأغاني بتفوق قل نظيره.. أول هذه العروض ما ستعرفه منصة سلا، التي ستشذ عن «العادة» المغربية وتقدم طبقا فنيا عربيا متنوعا يجمع بين الشامي والمغربي، حسب المثال العربي الدارج، إذ من المتوقع أن تشهد المنصة يومه الجمعة تدفقا جماهيرا واسعا باعتبار الاسم المغربي المشارك فيها والممثل للطرب الشعبي، الفنانة المغربية نجاة اعتابو، «لبؤة الأطلس»، ابنة مدينة الخميسات، التي تعد من أساطير الأغنية الشعبية، من خلال أغانيها التي تتحدث عن تعاسة المرأة وجراحها، والتي يصل رصيدها فيها إلى أكثر من 400 أغنية. وثاني هذه العروض بالمنصة ذاتها ما سيقدمه المطرب الشعبي اللبناني محمد إسكندر، صاحب رائعة «جمهورية قلبي»، وهو مطرب معروف بأغانيه الملتزمة التي تتناول القضايا الانسانية والاجتماعية في إطار موسيقي عربي مستوحى من إيقاع، ونغمة الجبل اللبناني. نفس الأهمية تسجلها منصة السويسي، مساء يومه الجمعة ، وهي تستقبل الفنانة المغربية السويدية لورين زينب الطلحاوي الحائزة على جائزة الأوروفيزيون لسنة 2012، وتعتبر حاليا نجمة بالسويد حيث بلغت أغنيتها «أوفوريا» التي فازت بها بالمسابقة المذكورة أعلى المراتب بالعديد من الدول الأوروبية وعبر العالم. ويصاحبها في الأمسية الغنائية الفنان الإسباني إنريكي إيغليسياس، وهو بالمناسبة ابن المطرب الشهير خوليو إيغليسياس الذي سبق وأن سجل حضورة بمهرجان موازين في إحدى الدورات الأخيرة . إينريكي إيغليسياس مطرب وملحن وكاتب يجمع منذ سنوات بين الإيقاعات اللاتينية والآر أند بي، وهو ما جعل ألبوماته تحقق الملايين من المبيعات وجعله يصبح فنان اللاتينو الأكثر تحقيقا للمبيعات في العالم بأكثر من 60 مليون ألبوم و40 مليون أغنية. العروض الأفريقية واللاتينو أمريكية التي تقدمها منصة أبو رقراق في أمسياتها الغنائية، ستكون مطبوعة هذه الليلة بطبعة مالية (من دولة مالي)، يمثلها الثنائي أمادو باكايوكو ومريم دومبيا الفنانان الفاقدا البصر. بداية ظهورهما على الساحة الفنية كانت سنة 2000، وتُوج سنة 2005 بفوز ألبومهما «يوم أحد في باماكو» الذي تم إنجازه بمساعدة المجموعة العالمية «مانو تشاو»، كما أنهما فازا بجائزة أخرى هذه السنة عن ألبومهما «فوليلا». وبقاعة لارونيسانس، حيث عروض الموسيقى والطرب المغربي والعربي الأصيل، تستضيف هذه الأخيرة الفنانة المغربية ليلى المريني، حيث ستؤدي ابنة مدينة مكناس، الأغاني المغربية الأصيلة بما فيها من ملحون وطرب أندلسي وغرناطي. وبفضاء مسرح محمد الخامس سيكون الجمهور على موعد مع الفرقة المغاربية «إيل غوستو» التي تؤدي الأغاني الشعبية المغاربية، وهي تجمع خيرة المطربين والموسيقيين المغاربيين. وقد شكلت هذه المجموعة موضوع شريط وثائقي ناجح، بحيث تحتفل من خلال موسيقاها بالفترة التي كان خلالها اليهود والمسلمون يغنون معا في قصبة الجزائر العاصمة قبل مائة سنة تقريبا. وأخيرا بفضاء شالة التاريخي، ومع عروض الموسيقى العالمية، تحيي الفنانة التركية نور (أينور دوغان) حفلة غنائية من الطرب التركي العريق.