بعد الأحداث الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس شددت السلطات الإيطالية مراقبتها على مجموعة من المصالح الحيوية في البلد وزادت من درجة تأهبها تحسبا لهجومات محتملة، حيث كثفت السلطات مراقبتها للكنائس والقنصليات الأجنبية والمساجد ومحطات الميترو ومحطات السكك الحديدية والمطارات.كما قامت بترحيل مجموعة من الأشخاص التي رأت بأنهم يشكلون خطرا على الامن القومي للبلد. وبلغ مجموع من رحّلتهم إيطاليا إلى بلدانهم الأصلية تسعة أفراد من بينهم مواطن مغربي يبلغ من العمر 50 عاما يعمل في ميدان البناء وكان يقطن في مدينة "فاريزي" شمال البلد ووقع وزير الداخلية الإيطالية "أنجلينو ألفانو" بشكل شخصي قرار طرده. هذا وبررت السلطات الإيطالية ترحيل المهاجر المغربي بكونه مرتبط بالإسلاميين المتطرفين في أنحاء مختلفة من العالم كما ينشر ،حسب قولها ، تعليقات ورسائل عبر الأنترنيت يعبر فيها عن تعاطفه مع الجهاديين والإسلاميين ممن يتبنون العمل المسلح . وذكرت جريدة "كورييري ديلا سيرا" نقلا عن قوات "الكربينييري" (الدرك) التي قامت بتفتيش بيت المغربي المطرود كونها عثرت داخل الشقة التي يتقاسمها مع شخص آخر من شمال إفريقيا ويرجح أن يكون مغربيا بدوره ، عثرت به على دليل يحوي تفاصيل ومعلومات حول مكونات طائرات الشركة الوطنية الجوية الألمانية "لوفتهانزا" ، هذه الأخيرة التي تعد من الطائرات العشر الأولى عبر العالم من حيث جودة الخدمات ومن حيث عدد المسافرين الذين يستقيلونها كل عام. الدرك الإيطالي ،تضيف الجريدة ، أورد أن الكتاب يضم معلومات تقنية دقيقة عن مكونات طائرات الشركة الألمانية كغرفة القيادة وطريقة تفكيكها وتوزيع المساحات فيها وصفوف كراسي المسافرين ، كما يضم طبيعة المواد المستعملة لصناعتها ومعلومات عن المحركات وطريقة صيانة وترميم المركبة وأسرارها. كما إكتشف الأمن الإيطالي كون أحد المغاربة ممن سبق لهم تقاسم الشقة في وقت سابق مع المغربي المرحّل كان يشتغل في شركة كانت تعمل في مطار "مالبينسا" أحد أكبر المطارات الإيطالية. وكان يلج الطائرات و يقوم بمهمات تتعلق بالتنظيف والصيانة والتزويد بالوقود عندما تكون متوقفة في المطار في انتظار رحلة جديدة. على أن الأمن يرجح كون تواجد الشخصين في نفس المكان في وقت سابق قد يكون بمحض الصدفة لاسيما وأن ذاك البيت كان يتوافد عليه أشخاص كثيرون . ويقول الدرك الإيطالي أن العثور على الكتاب الذي يضم مكونات طائرات الشركة الألمانية في بيت الشخص المطرود لا تفسير بريء له بل يؤكد الشكوك التي تحوم حوله وحول نواياه كما يدعم فرضية كونه يشكل خطرا على الأمن القومي للبلد .