تشهد الأطباق التي تحوي الديدان وبيض البعوض والجراد التي كانت في أساس النظام الغذائي عند السكان الأصليين في القارة الأمريكية قبل اكتشافها، رواجاً متزايداً في مطاعم مكسيكو. وشرح كبير الطهاة في مطعم "باخيا" الراقي، دانييل أوفاديا، سبب الإقبال قائلاً: "نشهد إقبالاً كثيفاً على الأطباق المؤلفة من حشرات، من قبيل بيض النمل الذي يباع الكيلوجرام الواحد منه في مقابل 75 يورو".
ويعد مطعم "تشون" من المطاعم الرائدة في هذا المجال التي تقدم أطباقاً تعود للحقبة التي سبقت اكتشاف القارة الأمريكية.
ويحضّر كبير الطهاة في هذا المطعم، فورتينو روخاس، منذ نحو 40 عاماً أطباقاً خارجة عن المألوف، وكان فيما مضى يقدم أطباقاً من لحم الأسد، قبل منع هذا النوع من اللحوم واستبداله بلحم التمساح.
ولخّص الطاهي فلسفته في فن الطبخ، وهو يعد فطيرة من بيض البعوض يشبه طعمها طعم القريدس قائلاً: "الحشرات على أنواعها صالحة للطبخ".
ويشجع "روخاس" الزبائن جميعهم على تذوق هذه الأطباق المؤلفة من مواد غذائية مستخرجة من أرض المكسيك تتمتع بقيمة غذائية كبيرة وهي صحية وخفيفة، وفق تعبيره.
واعتبرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، في تقرير صدر عنها منذ فترة وجيزة، أن أكل الحشرات يساهم في مكافحة الجوع الذي يطول نحو بليوني شخص في أنحاء العالم أجمع.
وقالت "الفاو": "الحشرات قد تقوم مقام المكملات الغذائية، ولاسيما عند الأطفال الذين يعانون سوء تغذية".
وقالت الباحثة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، جابرييلا خيمينيز، إن مائة جرام من لحم البقر مؤلف من البروتين بنسبة 40 %، في حين أن الكمية عينها من الجراد أو أي حشرة أخرى تحتوي على ضعف هذه النسبة من البروتينات.
ودعت الباحثة سكان المكسيك التي تسجل نسبة بدانة هي من الأعلى في العالم، إلى أن يزيدوا استهلاكهم لهذا النوع من المواد الغذائية.