يعرض يوم غد الأربعاء بالدار البيضاء الفيلم الأمريكي المثير للجدل «الخروج: آلهة وملوك» Exodus: gods and kings للمخرج ريدلي سكوت، ليكون المغرب بذلك أول بلد عربي يعرض هذا العمل الذي يقدم موقفا مخالفا للأديان السماوية، بما فيها الإسلام. رغم موجة المعارضة التي لاقاها، والجدل الذي أثاره تبعا لطعنه وتكذيبه لبعض ما تقره الأديان السماوية، بما فيها الإسلام، يُعرض غدا بالدار البيضاء، بالمركب السينمائي «ميكاراما»، الفيلم السينمائي الأمريكي «الخروج: آلهة وملوك» Exodus: gods and kings لمخرجه البريطاني ريدلي سكوت، ليكون بذلك المغرب البلد العربي المسلم الأول الذي يعرض هذا العمل الذي ينكر عبره مخرجه معجزة شق البحر بعصا النبي موسي إبان خروج اليهود من مصر. وفي محاولات متكررة من الموقع لمعرفة حيثيات التأشير لعرض الفيلم بالمغرب، تحاشت إدارة المركز السينمائي المغربي التعليق على الموضوع، وأشارت، في رسالة على البريد الإلكتروني، إلى أن «اللجنة أشرت على عرض الفيلم باعتباره عملا فنيا حاول تصوير القصة في قالب إبداعي وفق تصور المخرج. وقررت منع الجمهور القاصر دون سن السادسة عشرة من مشاهدة هذا الفيلم حتى لا يفهموا مضمون الفيلم بطريقة سلبية». هذا، ولم تعلن أي من الدول العربية موعدا لعرض فيلم المخرج سكوت، الذي من المحتمل منعه في جلها، خاصة في مصر التي يحرم الأزهر فيها تجسيد الأنبياء على الشاشة، حيث منع سابقا عرض فيلم «نوح»، الذي ألغي أيضا في المغرب قبل ما يزيد عن ستة أشهر. فيلم «الخروج: آلهة وملوك»، الذي يروي قصة خروج النبي موسى من مصر، والذي يجسد فيه مخرجه صوت الله على لسان الصبي إسحاق أندروز، الذي يؤدي دور الله صوتا، في مشهدين في الفيلم، خرج إلى القاعات السينمائية بأمريكا الشمالية قبل ما يقارب الأسبوعين، رغم الهجوم الذي تشنه عليه العديد من المؤسسات الدينية اليهودية والمسيحية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبدأ عرضه منذ أسبوع في كل من استراليا وكوريا الشمالية. وتعليقا منه على الهجوم الذي تلقاه من إحدى المؤسسات الحاخامية في الولاياتالمتحدة، قال المخرج ريدلي سكوت، في تصريحات صحافية تناقلتها مصادر إعلامية مختلفة، إن: «النصوص المقدسة لا تعطي تصوراً معيناً عن الله، والتوراة أغفلت أجزاء مهمة في قصة خروج موسى، ولذلك فعلى الفنانين والمخرجين أن يضعوا التصور الخاص بهم، وأن يروا الله مثلما يعتقدون». وحسب ما نقلته جريدة «القدس العربي» عن جريدة «جويش جورنال» في عدد صدر الشهر الماضي، تناولت خلاله قصة الفيلم بالتفصيل، فقد أشارت هذه الأخيرة إلى أن الجالية اليهودية ترفض الفيلم، وذلك لأنه استهان بالمقدسات اليهودية، وتطاول على المعتقدات الدينية اليهودية. وتضيف المصادر نفسها أن كريستيان بيل، الذي يجسّد شخصية النبي موسى، فقد تطاول على النبي بتصريحات صحافية وصفته ب«الهمجية»، وهي لم تغضب النقاد فقط، بل حتى رواد المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، الذين قالوا، رداً على كريستيان، إن كلامه جعل العديدين يقررون مقاطعة الفيلم. ورغم التباس المفاهيم الدينية التي يطرحها سكوت في فيلمه، إلا أن الرسالة السياسية للعمل تتجه إلى تأكيد بناء اليهود للأهرامات الثلاثة والوعد الإلهي لهم بأرض الميعاد، فضلا عن استعانة المخرج بأبطال من الأمريكيين البيض، فيما الثابت تاريخيا يؤكد أن الأشخاص الحقيقيين ليسوا من الجنس الأبيض، تقول مصادر إعلامية مختلفة. الفيلم يجسد «سفر الخروج»، وهو سفر من أسفار موسى الخمسة التي يتكون منها العهد القديم «التوراة»، ووصلت ميزانية الفيلم إلى 150 مليون دولار أمريكي. ويروي الفيلم، الذي كتب له السيناريو ثلاثة كتاب كبار هم ستيف زيلين، وآدم كوبر، وبيل كولاج، قصة خروج النبي موسى من مصر بمعالجة سينمائية جديدة، ويجسد النجم جويل إجيرتون دور الفرعون المصري رمسيس الثاني، وهو ما لم يثبت تاريخيا حتى الآن، وتقدم الممثلة إندريا فالما دور زوجة النبي موسى «صافورا»، ويجسد النجم جون تورتورو دور الملك سيتي الأول، ويشارك في الفيلم النجم السوري غسان مسعود، حيث يجسد دور أحد مستشاري الملك سيتي الأول. وقد صور هذا العمل السينمائي الضخم في استوديوهات «غابة الصنوبر» في لندن وإسبانيا وفي جزر الكناري، وتم تصوير بعض المشاهد في مدينة أسوان، وتم بناء الاستوديو في شهرين، والاستعانة بعدد من المستشارين التاريخيين لمراجعة اللغة والطقوس والبروتوكولات في العصر الملكي وقتها.