عاشت مدينة إفران، مساء أول أمس الخميس، حالة استنفار أمني أمام مقر العمالة، عقب لجوء عائلات من فقراء «سويسرا الصغيرة بالمغرب» إلى تنظيم وقفة احتجاجية بالساحة المقابلة للعمالة، احتجاجا كما يقولون عن إقصائهم من حقهم من السكن الاقتصادي. وتحول الشارع الموجود أمام مقر العمالة إلى تجمع للعائلات الفقيرة تتقدمهم النساء، حيث رددن شعارات مناوئة للسلطات المحلية، ورفعن شعارات ارحل في حق عامل الإقليم محمد بنريباك، والمندوب الإقليمي للإسكان، اللذين حمّلهما المحتجون مسؤولية إقصائهم من حقهم في السكن اللائق، يحميهم من قساوة الطقس الذي تشتهر به مدينة إفران، التي تنزل فيها درجات الحرارة إلى تحت الصفر، حيث ردد الفقراء الغاضبون شعارات من قبيل « هذا عار هذا عار .. فقراء إفران في خطر»، و» إفران الباهية .. و المحرومين في الهاوية»، و» هوما فين و هنا فين.. هما في الفيلات نايمين و احنا في الغابات ساكنين»، فيما ردت سلطات العمالة على توافد المحتجين، الذين قدموا من الأحياء المهمشة، بوضع عناصر التدخل السريع من الشرطة، والقوات المساعدة أمام باب العمالة لمنع المحتجين من اقتحامها، و إرغامهم على التظاهر بعيدا عن مقر العمالة . وفي هذا السياق، قال عضو بتنسيقية العائلات الغاضبة، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح ل» اليوم24»، إن «شركة أجنبية في الأشغال الكبرى حصلت على صفقة لبناء أزيد من مائة شقة للسكن الاجتماعي بالقرب من المحطة الطرقية لمدينة إفران، حيث انتظرنا انتهاء المشروع للكشف عن لائحة المستفيدين، لتتفاجأ أكثر من 1200 أسرة أنها مقصية من الاستفادة، فيما وزعت 100 شقة على المقربين من مسؤولي المدينة، وبطرق مشبوهة، ما دفعنا إلى التحرك والاحتجاج أمام مقر العمالة، للمطالبة بفتح تحقيق في الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفضيحة». ورفض صلاح ميكو، رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة إفران، في اتصال هاتفي أجرته معه « اليوم24»، الرد على اتهامات المحتجين ضد عمالة إقليمإفران ومصالحها الخارجية، معلقا بقوله « أل بْغَى إقول شي حاجة إقولها، حنا بعاد على هذا الملف»، قبل أن يضيف أن «الأمر يتعلق بأزيد من مائة شقة لا تزال في طور البناء، ولم يجر بعد توزيعها، ولكن اللجنة الإقليمية المكلفة، التي تضم مندوب الإسكان، نشرت لائحة المستفيدين، ووضعت أمام المعترضين عليها مهلة لسلك مسطرة التعرض حددتها في 21 يوما، حيث ستنكب اللجنة على دراسة كل الطلبات، وإعلان اللائحة النهائية للمستفيدين»، يقول رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة. من جهته، أوضح عبد الحق كسابي، مندوب الإسكان بإفران، أن «المشروع يخص شركة خاصة سعودية – مغربية، لبناء 528 شقة من السكن الاقتصادي، وقد كلفت مندوبية الإسكان بتأطير العملية لإبقاء عملية الاستفادة مقتصرة على سكان المدينة وضواحيها، لذلك وضعنا ثلاثة معايير تهم السن والدخل والحالة العائلية وعدد أفراد الأسرة، حيث تمكنا، في اجتماع بداية الأسبوع الجاري، من إخراج لائحة أولية للمستفيدين تضم 108 مستفيد، في انتظار الكشف عن لائحة بقية المستفيدين، وذلك تماشيا مع الشطر الأول من المشروع، الذي يعتزم إنجاز 200 شقة، يليها الشطر الثاني والثالث لبلوغ ال 528 شقة الموجهة للسكن الاقتصادي». و علمت « اليوم24» أن العائلات الفقيرة المقصية من مشروع ال» 528 شقة من السكن الاقتصادي بإفران»، قرروا التصعيد من احتجاجاتهم، حيث لوحوا في شعاراتهم بمواصلة التظاهر، والدخول في اعتصامات ليلية أمام مقر العمالة معية أطفالهم، وذلك على الرغم من موجة الصقيع والبرد الشديد الذي يجتاح مدينة إفران وضواحيها بفعل الثلوج والأمطار.