قال نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس جمعية ضحايا الغازات السامة بالريف، إلياس العماري، إن مناطق الريف عانت ولا تزال تعاني إلى غاية اليوم من آثار الغازات السامة التي استعملها الإسبان خلال حرب الريف في عشرينات القرن الماضي. وأوضح العماري أن اهتمامه بهذا الموضوع دفعه للبحث والتنقيب عن كل ما يمكن أن يساعد في إيجاد إجابات للعديد من التساؤلات التي كان يطرحها أبناء المنطقة خصوصا في ظل انتشار أمراض لم يكونوا يعلمون ماهيتها ولا مسبباتها. العماري الذي كان يتحدث مساء أمس في ندوة تقديم كتاب " "الجرائم الدولية وحق الضحايا في جبر الضرر: حالة حرب الريف بين 1921/1926″ للمؤرخ والمحامي مصطفى بنشريف، أكد أن نسبة مهمة من أبناء منطقة الريف كانوا يعانون من مرض غامض أودى بحياة الكثيرين، ولأنهم لم يعرفوا ماهية ذلك المرض كانوا يطلقون عليه تسمية "أخنزير" قبل أن يكتشفوا بعد سنوات أن الأمر يتعلق بالسرطان موضحا أن "نوعا معينا من الغاز السام الذي استعمل في حرب الريف يسبب السرطان الوراثي"، مشيرا إلى أن "جبالة تضرروا أكثر من الريف، والجريمة وقعت على الشعب المغربي ككل وليس على جزء منه". وتعليقا على ما قاله الباحث والأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، الموساوي العجلاوي عن كون "هذا الملف لا يتم تحريكه سوى في فترات الأزمة" قال العماري "إذا كان هناك من يحرك هذا الملف في لحظات الأزمة فهي الديبلوماسية الرسمية وليس المجتمع المدني" مؤكدا أن تجاوز هذا الملف لن يتم إلا بعد أن "يعترف المجرم بجريمته" في إشارة إلى إسبانيا، خصوصا وأن "العلاقة السببية بين داء السرطان والغازات السامة التي استعملت في حرب الريف صارت مؤكدة" على حد تعبيره.