الساعة: العاشرة والنصف المكان: السكة الحديد المحاذية لواد الشراط في مدينة بوزنيقة الحدث: وفاة وزير الدولة عبد الله باها مرت أكثر من أربع ساعات على وقوع الحادث، ولا يزال رجال الدرك الملكي يطوقون المكان بينما يقوم عناصر الشرطة العلمية، بالبحث في مكان الحادث للم أشلاء الراحل الذي كانت سيارته ما تزال واقفة على جانب الطريق وأضواءها الأربعة مشتعلة. باها الذي كان عائدا من مدينة الدارالبيضاء بعدما أوصل ابنته إلى هناك، توفي في تلك النقطة السوداء بالقرب من الواد الذي غرق فيه قبل أسابيع قليلة القيادي الاتحادي محمد الزايدي. كان باها عائدا إلى بيته في الرباط قبل أن يقوم في منتصف الطريق بتوقيف سيارته وينزل منها إلى المكان الذي لقي فيه حتفه بعدما صدمه القطار القادم من البيضاء على الساعة السادسة والربع. حالة من الصدمة سيطرت على الجميع، مواطنون سمعوا الخبر فهبوا إلى المكان، وزراء وقيادات حزب العدالة والتنمية، الجميع منهارون. كان وزير العدل والحريات العامة مصطفى الرميد أول الواصلين، توجه نحو المكان، لم يقو على البقاء فغادر نحو بيت رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران حيث توافد المعزون وقيادات الحزب والوزراء وعدد من الشخصيات وحيث كان يتواجد أيضا أفراد عائلة الراحل. أعضاء شبيبة العدالة والتنمية وبرلمانيون كانوا في المكان، بعضهم ظلوا هناك لساعات طويلة، في حين لم يكن يحتمل آخرون الوقوف والنظر إلى عناصر الشرطة العلمية وهم يبحثون عن بقايا الجثة ويلملمونها من على السكة. الساعة الحادية عشرة إلا ربع، وزير النقل والتجهيز واللوجستيك، عبد العزيز الرباح يصل إلى المكان، يلتف حوله بعض شباب الحزب، يعانقونه ويعزونه وهو لا يقو على الكلام، يمشي نحو عناصر الشرطة العلمية، ينظر في اتجاه مكان بقايا الجثة، بعد ثوان قليلة يغادر المكان مصدوما، منهارا، وهو يبكي وكأنه قد صدق للتو الخبر قبل أن يمتطي سيارته ليتجه بدوره مسرعا نحو بيت ابن كيران. العشرات من الأشخاص تجمهروا بمحاذاة السكة، ينتظرون ويترقبون نهاية عملية انتشال الجثة التي استمرت لساعات، بعد وقت قصير من مغادرة الرباح، يقوم عناصر الشرطة العلمية باستعمال ثوب أبيض كبير لتغطية جزء من المكان، بعدها بقليل يخرج عناصر الدرك الملكي حاملين كيسا أسودا يحوي جثة الراحل. "لا إله إلا الله محمد رسول الله" يردد الجميع بصوت واحد، الرجال كما النساء يبكون، لا أحد استطاع كبح دموعه في تلك اللحظة، الجميع يبكي حتى بعض المواطنين الذين حضروا لاكتشاف ما يجري كانوا مشدوهين، يُحمل باها نحو سيارة الإسعاف والصوت الواحد مستمر في ترديد "لا إله إلا الله محمد رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله… لا إله إلا الله محمد رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله…".