صرح وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بأن سلطات بلاده تأكدت بعد إجراء تحاليل الحمض النووي من أن الطفلة التي كانت ترافق المرأة التي اعتقلت في لبنان هي إبنة زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبي بكر البغدادي، وأن المرأة، سجى الدليمي، هي والدتها وهي زوجة سابقة للبغدادي. أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن السلطات اللبنانية تأكدت من أن الطفلة التي كانت ترافق المرأة التي أوقفت مؤخرا في لبنان هي ابنة زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبي بكر البغدادي، وأن المرأة والدتها وهي زوجة سابقة للبغدادي. وجاء ذلك غداة إعلان مصادر عسكرية وأمنية لبنانية احتجاز سجى الدليمي، زوجة البغدادي، في لبنان وبدء التحقيق معها. وقال المشنوق في مقابلة مع قناة "ام تي في" اللبنانية مساء الأربعاء "الدليمي ليست زوجة أبي بكر البغدادي الحالية بل هي سيدة تزوجت ثلاث مرات: المرة الأولى من شخص عراقي من حاشية النظام السابق ولها منه ولدان. ومنذ ست سنوات، تزوجت من أبي بكر البغدادي لمدة ثلاثة أشهر وأنجبت منه فتاة. وهي الآن متزوجة من فلسطيني وهي حامل منه". وأوضح أن المرأة كانت برفقة ابنتها وابنيها عندما تم توقيفها قبل حوالي أسبوعين، بعد أن كانت تقارير سابقة ذكرت أنها كانت برفقة ابنها. وأضاف "أجريت فحوص الحمض النووي لها ولابنتها، وثبت بأنها والدة الفتاة، وأن الفتاة ابنته (البغدادي) بعدما تم جلب الحمض النووي للبغدادي من العراق". وقال المشنوق ان "الأطفال الذين كانوا مع سجى الدليمي موجودون في مركز لرعاية الأطفال". كما أشار إلى أن التحقيق مع المرأة كشف أن "لها علاقات بأطراف عديدة على ارتباط بتنظيمات تكفيرية في لبنان". ولم يوضح المشنوق جنسية الدليمي التي ذكرت بعض التقارير أنها سورية، فيما قالت تقارير أخرى أنها عراقية. كما لم يتطرق إلى هوية زوجيها الآخرين. وأكد مصدر مطلع على الملف أن الدليمي كانت معتقلة في سجن سوري عندما أفرج عنها في مارس 2014 ضمن صفقة تم بموجبها الإفراج عن راهبات معلولا التي كانت تحتجزهن "جبهة النصرة" في منطقة القلمون شمال دمشق، وأنها تقيم في لبنان منذ ذلك الوقت. ولم يكشف في حينه عن هويتها، إلا أن قياديا في جبهة النصرة أعلن بعد أشهر من انتهاء قضية راهبات معلولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن سجى الدليمي كانت متزوجة من البغدادي. ولم يصدر أي تعليق عن تنظيم "الدولة الإسلامية" على الإفراج عن الدليمي سابقا ولا عند توقيفها على أيدي السلطات اللبنانية. في المقابل، نددت "جبهة النصرة"، المفترض أنها على عداء مع التنظيم المعروف ب"داعش"، بتوقيف الجيش اللبناني "الأخت سجى الدليمي". واعتبرت في بيان صدر عنها أن "اعتقال النساء والأطفال" دليل "ضعف" الحكومة اللبنانية. ورجح المصدر المطلع ان يتحول توقيف الدليمي إلى "ورقة قوة" في يد السلطات اللبنانية في عملية التفاوض القائمة بينها وبين كل من "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" اللذين يحتجزان منذ غشت 27 عسكريا وعنصرا أمنيا لبنانيين. تضاف إليها ورقة أخرى تمثلت بتوقيف زوجة القيادي في "جبهة النصرة" أنس شركس المعروف بأبو علي الشيشاني، قبل أيام في شمال لبنان. وخطف العسكريون إثر معركة وقعت في منطقة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين داخل البلدة.