قبل ايام، فقدت احدى العائلات بمدينة الدارالبيضاء رضيعا لم يتعد السبعة أشهر من العمر، والسبب عدم توفير الاسرة لمبلغ 1500 درهم من اجل العلاج في مصحة خاصة نقل اليها الطفل الصغير على وجه السرعة بعد ان ساءت حالته الصحية بشكل مفاجئ. بصوت مخنوق وكلمات متقطعة، تحدثت مريم بوهرامش عن تفاصيل وفاة ابنها صفوان فتح الله داخل إحدى المصحات الخاصة الواقعة بالحي الحسني بسبب ما وصفته "رفض تقديم أدنى إسعاف أولي لرضيع في حالة خطيرة". مرت ثمانية أيام على دفن صفوان البالغ من العمر 7 أشهر بمقبرة الغفران في الدارالبيضاء، ولم تستطع الأم المكلومة أن تقاوم رغبتها في البكاء، وهي تحكي ل"اليوم24″ تفاصيل وفاة ابنها الصغير يوم الاثنين الماضي الموافق ل17 نونبر، قائلة "ابني كان في صحة جيدة، يرضع بشكل طبيعي ولا يعاني من أي مرض مزمن، ليلة الأحد 16 نونبر، وفي منتصف الليل أصيب بإسهال حاد ومفاجئ لكن لم يكن الأمر يقضي بالتنقل إلى المستعجلات ليلا" تحكي مريم، التي أكدت أنه صباح يوم الاثنين ساءت حالة رضيعها، لتقرر نقله إلى طبيبة الأطفال التي أخبرتها أن حالته الصحية خطيرة جدا وانه يعاني من جفاف حاد ويستوجب نقله على وجه السرعة إلى مصحة خاصة.
"على وجه السرعة نقلنا صغيري إلى المصحة، لم نحترم إشارات المرور، وارتكبنا أكثر من مخالفة في سبيل إيصاله إلى المصحة في الوقت المناسب ومحاولة إنقاذه"، تقول الام، قبل ان تضيف " لكن القصة ستبدأ بمجرد وصولنا إلى المصحة". وزادت "وصلنا إلى المصحة في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف، كان الرضيع طبيعيا ويحرك أطراف جسمه الصغير ويتجاوب بشكل طبيعي جدا ..كان ولدي كيلعب معايا، وكيضحك مع الأب ديالو بشكل عادي، وما كانش في البال ديالنا أن هاديك اللحظات هي الأخيرة له في الدنيا". بعد وصولهم إلى المصحة، حضرت الطبيبة لمدة 7 دقائق وعمدت إلى فحص الرضيع، مؤكدة أنه يعاني من جفاف حاد ويجب نقله على وجه السرعة إلى غرفة الإنعاش، وشرحت الأم المكلومة "الطبيبة قالت هاد الهضرة، وبعدها اختفت عن الأنظار، وبقيت داخل غرفة الفحص الموجودة أمام مكتب الاستقبال لمدة 40 دقيقة في انتظار عودة الطبيبة، وفي تلك الأثناء كان الابن ديالي حالتو تتدهور بشكل غير طبيعي". بعد 40 دقيقة من الانتظار، تقول الأم، حضرت طبيبة ثانية، عمدت إلى فحص الرضيع مرة اخرى، مؤكدة أنه يجب نقله إلى قسم الانعاش، لكن يجب في الأول تقديم مبلغ 3 الاف درهم، وإلا سيظل في قاعة الفحص. المبلغ المالي الذي كان بحوزتي وحوزة زوجي كان في حدود 1500 درهم فقط، طلبنا من أصحاب الصندوق المالي أخذ المبلغ المتوفر إلى حين إحضار بقية المال، لكنهم رفضوا بشكل قاطع، وطلبوا منا تقديم شيك كضمان في حال عدم توفير 3 الاف درهم"، تحكي مريم بعصبية، مؤكدة أن الساعات يومها مرت عليها وكأنها أيام. بعد أن بدأت علامات الموت تظهر على الطفل صفوان الذي أصبح لونه أزرقا، لم تجد الأم سوى ممرضا لمحته عيناها وهي تهم بدخول الباب الرئيسي للمصحة، "حطيت ولدي، ومشيت كنبكي عندو باش يعتق لي ولدي لأنه كان كي موت، كان يجيبني بدم بارد جدا، أن حالته طبيعية ولا داعي للقلق" تقول مريم، مؤكدة أنها ظلت تتوسل إلى الممرض من أجل إلقاء نظرة على ابنها، بعد إقناعه وفي حالة صمت حمل الصغير بين يديه وأدخله إلى غرفة الإنعاش دون تأييد من الطاقم الطبي، لكن بعد خمس دقائق خرجت الطبيبة لتعلن خبر وفاته للعائلة. تم دفن الرضيع نفس اليوم بمقبرة الغفران، وسط جو من الحزن، فيما لا تزال العائلة تحمل مسؤولية وفاة ابنها إلى مصحة الخاصة، ليس بتهمة "الإهمال" وإنما "رفض تقديم أدنى إسعاف أولي" حسب ما جاء على لسان الوالدة.