بعد الجدل الذي خلقته تلاوة رشيد الطالبي العالمي، رئيس مجلس النواب، للائحة بأسماء النواب البرلمانيين المتغيبين عن جلسة التصويت على مشروع قانون المالية الأسبوع الماضي، وتوعده ب"اتخاذ اللازم في حقهم"، من المنتظر أن ينحو محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين نفس المنحى، بالإعلان عن أسماء المستشارين المتغيبين واتخاذ إجراءات عقابية في حقهم. إلا أن هذا تنفيذ هذا القرار، يصطدم بممارسة "ضغوطات كبيرة" على رئيس الغرفة الثانية، في سبيل التراجع عنه، حسب ما أفاد عبد الله عطاش، المستشار البرلماني. عطاش أكد في تصريحاته للموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، أن بيد الله كشف خلال ندوة الرؤساء بالمجلس أنه "يتعرض لضغوطات من طرف مجموعة من المستشارين خوفا على سمعتهم أمام الرأي العام." إلى ذلك، اعتبر نفس المتحدث أن قرار معاقبة المتغيبين عن حضور الجلسات ابتداء من الجلسة المقبلة "تأخر كثيرا"، نظرا لمناقشته منذ مدة طويلة، مشيرا في الوقت نفسه إلى الصعوبات التي من الممكن أن يواجهها تنفيذ هذا القرار، والمتمثلة في النسبة الكبيرة للغياب في جلسات الغرفة الثانية للبرلمان المغربي "فعدد المتغيبين عن الجلسة الأسبوعية يصل إلى أكثر من 220 مستشارا برلمانيا، مما سيصعب معه تلاوة كل الأسماء في الجلسة المخصصة للأسئلة الشفوية"، يوضح عطاش. ويذكر أن رشيد الطالبي العالمي قد أقدم نهاية الأسبوع الماضي، على كشف أسماء النواب البرلمانيين المتغيبين خلال جلسة التصويت على مشروع قانون المالية لسنة 2015 على الهواء مباشرة، مع الإشارة إلى مبررات وأعذار بعضهم، والتي تنوعت بين السفر في مهمة رسمية خارج المغرب، والمرض ووفاة أحد الأقارب، مع ذكر أسماء أخرى تغيبت دون مبرر، مؤكدا بعد انتهائه من قراءة اللائحة على أن المجلس سيتخذ الإجراءات اللازمة في حقهم خلال اجتماع لمكتب المجلس.