بضواحي إقليمقلعة السراغنة يوجد أباء يضعون بناتهن القاصرات رهينة لدى شخص يقال عنه "زوج" يستغلهن جنسيا وتتخذهن عائلته خادمة إلى أن تنتهي مدة صلاحيتهن فتعاد الفتاة إلى بيت أهلها بدعوى أنها غير "صالحة للزواج". العملية يطلق عليها سكان المنطقة "زواج بالكونطرا"، وتتم عبر دفع مبلغ من المال لأب مقابل "تزويج" ابنته القاصر مع تسجيل العملية في عقد ليس سوى عقد اعتراف بدين يصرح في الأب بأنه سيعيد المال بعد أن تبلغ الفتاة السن القانونية للزواج، على اعتبار أنه خلال تلك الفترة سيتم عقد القران يشكل رسمي، لكن العلاقة لا تدوم إلى ذلك الحين إلا نادرا جدا، إذ يقوم من يطلق عليه اسم "الزوج" بإعادة الفتاة إلى بيت أهلها، مختلقا أسبابا متعددة، وأحيانا تعاد الفتاة وهي حامل أو تحمل بين يديها طفل. ظاهرة متفشية بشكل كبير هناك، بل والأدهى أصبح السكان يتعايشون معها ويعتبرونها أمرا عاديا، إذ ومن خلال جولة قصيرة بقلعة السراغنة وبعد سؤال بعض السكان يمكنك سماع جواب موحد "أغلب الفتيات هنا تتزوجن عبر زواج الكونطرا". أبطال هذه القصص غالبا ما يكونون شباب مهاجرين يرغبون في "تزوج" فتاة من اجل قضاء عطلة الصيف وتركها وراءهم بعد مغادرتهم من حيث أتوا، أما النوع الثاني فهم سكان الدواوير الذين يجلبون الفتاة الصغيرة إلى بيت العريس من أجل استغلالها جنسيا وكخادمة في البيت وكعاملة من العمال الزراعة. الحقوقيون بإقليم السراغنة يعتبرون ظاهرة "الزواج بالكونطرا" ما هي سوى وجه أخر من أوجه زواج المتعة، فيما يشبهها البعض الأخر ب "النخاسة".