انتقادات لاذعة تلك التي وجهها عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والاحسان، للحكومة التي يرأسها عبد الإله بنكيران، وللمعارضة على حد سواء، قائلا إن الطرفين عجزا عن تقديم انجازات ملموسة للمواطنين. المتوكل، الذي كان يتحدث أمام المجلس القطري للدائرة السياسية للجماعة، الذي انعقدت دورته الثامنة عشرة نهاية الأسبوع الماضي، قال إن المغرب "يراوح مكانه بين عجزين، عجز "حكومة صاحب الجلالة" عن اقتحام معاقل الفساد والقيام بما يلزم، وعجز "معارضة صاحب الجلالة" عن تقديم بديل يحظى بثقة الناس وباحترام الناس،" متسائلا على هذا الأساس " كيف يرجى لبلد أن ينهض وهو يعرف فسادا رهيبا؟ وكيف نمني الناس بالإصلاح وبالغد الأفضل ونحن لم نر بعد أي خطوة ولو محتشمة في الاتجاه الصحيح تعطي بصيصا من الأمل؟ " حديث القيادي في الجماعة جاء بعد سرده بعضا من "أوجه الفساد المستشري في المملكة"، من قبيل التهرب الضريبي لبعض الشركات الكبرى، والأموال المهربة إلى الخارج، مؤكدا في ذات السياق أن المسؤولين في الحكومة والبرلمان اللذان "يحتلان مواقع هامشية في صناعة القرار" يصرون على "تسمية الأشياء بغير مسمياتها، رغم توالي الشكاوى والاحتجاجات جراء السياسات المتبعة التي أرهقت الناس، وأتعبتهم وأضافت إلى آلامهم القديمة آلاما جديدة، " قبل أن يردف "الزيادات المتكررة في أثمان المواد الغذائية الأساسية، وفي فواتير الماء والكهرباء والمحروقات، وما يترتب على ذلك من ارتفاع بالضرورة في أثمان سلع أخرى وخدمات تتطلبها حياة الناس، يدخل في إطار برنامج الإصلاح المزعوم بدعوى أنها إجراءات كانت ضرورية لتفادي الكارثة، وكأنما يعيش الشعب المغربي في بحبوحة من العيش، وبحجة أن الصناديق فارغة وليس هناك أي خيار آخر. " إلى ذلك، شدد المتوكل على تواجد "خيارات أخرى كان يمكن أن تغني عن اللجوء إلى جيوب المستضعفين من هذا الشعب، فلماذا لم تتصد حكومتنا الموقرة لبؤر الفساد وما أكثرها، ولإصلاح قطاعات تتعرض لنهب رهيب وتفوت على خزينة الدولة الملايير كان يمكن أن توظف في مشاريع تعود على البلد بالخير الوفير."يتساءل القيادي في الجماعة.