لقيت سيدة في عقدها الثامن حتفها بمدينة تالسينت مساء أول أمس الأربعاء، بسبب انهيار جزء من مسكنها الهش بوسط المدينة، بعد إقدام احد جيرانها على هدم منزله و حفر الأساسات المحاذية لسور داخلي لمنزل الضحية و الذي تأثرت جدرانه بعمليات الحفر و كذا بالأمطار الأخيرة التي تساقطت بالمنطقة، بحسب ما كشفت عنه التحقيقات الأولية . و ذكر مواطنون من عين المكان ل" اليوم 24″، أنهم لمحوا الضحية قبل الحادث و هي تجلس بباب منزلها صبيحة أول أمس، حيث دخلت في مشادات مع عمال ورش بناء منزل جارها، منبهة إياهم إلى خطورة أعمال الحفر للأساسات و التي يقومون بها، مما تسبب بحسب قول الضحية بلسان الشهود، في ظهور شقوق بجدران بيتها، غير أن العمال لم يبالوا لاحتجاجاتها، مما دفعها إلى العودة إلى بيتها ليفاجأ جيرانها بعد لحظات قليلة من ولوجها إلى بيتها، بصوت الانهيار الذي هز سكنيات الجيران، و الذين هرعوا خارج بيوتاتهم ليكتشفوا أن أسوار بيت العجوز سقطت أرضا و هي بداخل بيتها . و أضافت ذات المصادر، أن العجوز قضت أزيد من ساعتين تحت أنقاض أسوار بيتها الهش، قبل أن ينتشلها شبان حيها جثة هامدة و قد تهشم رأسها و الدماء تنزف من مختلف أنحاء جسدها، معتمدين على وسائلهم الخاصة في إزالة الأنقاض، فيما وصل طاقم الوقاية المدنية متأخرا بمعية ممثلي السلطات المحلية، من درك و عناصر القوات المساعدة، و الذين ظلوا، بحسب الشهود، يتفرجون في عمليات إزالة الأنقاض، و كتفوا بأخذ صور للحادث و للعجوز لحظة لف جسدها النحيف في غطاء ووضعها بسيارة الإسعاف . و علمت " اليوم 24 " أن عائلة العجوز و التي حضرت من خارج المدينة، استلمت امس الخميس، الجثة من مستودع الأموال بالمستشفى المحلي للمدينة، بامر من النيابة العامة و التي منحتهم اذنا بدفنها، فيما تزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث و تحديث المسؤوليات في مصرع العجوز بعد انهيار جزء من منزلها عليها، حيث تم الاستماع لصاحب ورش البناء المحاذي لمنزل الضحية، و الذي راجت أنباء حول عدم توفره على التصميم و رخصة البناء. و تجمهر عدد غفير من السكان بمحيط الحادثة، و هم يرددون شعارات مناوئة لصمت السلطات المحلية عن حالة الفوضى التي تعرفها المدينة في مجال التعمير، في غياب دور المصلحة التقنية للجماعة و التي لا تراقب أوراش البناء و مطالبة أصحابها بتوفير الشروط التقنية و السلامة لجيرانهم و ممتلكاتهم، كما نددوا بتجاهل السلطات الإقليمية للسكنات الهشة و المهددة بالانهيار، حيث كشفوا عن وجود ما يزيد عن ألفين سكن هش، تقطنها عائلات معوزة، و ما يزيد عن ثلاثة آلاف سكن عشوائي بات يشكل خطرا على قاطنيه لعدم إخضاعه للموصفات المعمارية، حيث باتت هده العائلات تعيش فترات من الرعب والقلق كلما تساقطت كميات من الأمطار، بسبب هاجس الخوف من انهيار مساكنها الهشة عليها . و نفى حسن أحدجي، الرئيس الاتحادي لمجلس جماعة مدينة تالسينت، في اتصال هاتفي أجرته معه " أخبار اليوم"، ما تناقله الغاضبون على حادث وفاة العجوز تحت الأنقاض، مؤكدا أن صاحب ورش البناء يتوفر على كل الوثائق القانونية لأشغال البناء، لكنه اعترف بعجز الجماعة عن إخضاع أوراش البناء للمراقبة خصوصا عمليات الهدم و حفر الأساسات، حيث أعزى ذلك إلى النقص الحاد الذي تعانيه المصلحة التقنية بالجماعة، و التي يشتغل بها تقني واحد، يمزج بين العمل الإداري داخل المصلحة و خارجها، بحسب تعبير رئيس جماعة تالسينت .