شهد القصر الملكي بالرباط اليوم الخميس انطلاق الاحتفالات الرسمية بعقد قران الامير مولاي رشيد بلالة أم كلثوم ، وابتدأت الاحتفالات بتقديم "الهدية" التي تعد الحدث الابرز في اليوم الاول من الاحتفالات بالزواج المغربي الأصيل الذي يمتد لثلاثة ايام ، وتقدم هذه الهدية على شكل موائد وأطباق مزينة ب "المبخرات" وعود خشب الصندل والحناء ، ولكل هذه المواد رمزية ودلالات في الثقافة الشعبية المغربية . وبعد تقديم" الهدية " انتقل الحضور إلى قاعة مخصصة ل"الحناء" وهي عادة متجدرة في تاريخ وتقاليد المغاربة لما لها من أبعاد سوسيو ثقافية أساسا ، تتعدى البعد الفسيفسائي للزخارف والاشكال التي تتركها ابرة "النقاشة"، وهي سيدة متخصصة في زخرفة يد العروس ورجليها ،وزخرفة الارجل تكون لأول مرة في حياة الفتاة في إشارة إلى دخولها عالم الزوجية وتحملها لمسؤولية بناء الأسرة ،و الحناء فأل حسن عليها لما له من رمزية تشير إلى ارتباطه بالخير واليمن والبركات. ، وتكون عادة ليلة الحناء مرفقة بأهازيج وأغاني تتكفل النساء والفتيات بترديدها ، ويوكل أمرها اليوم ل"اللعابات" وهن نسوة متخصصات في رفع أهازيج خاصة بالمناسبة ، وتكون مقرونة عادة بالزغاريد والصلاة على النبي . وبعدها مر الحاضرون لأهم فقرات اليوم الاول وهي لحظة امتطاء " العمارية" وهي هودج يشبه ركوب الخيل وتختلف التفاسير بشانه حسب المناطق المغربية وكلها تتفق على أنها عادة قديمة كانت تمارس على صهوة الجواد ، فكان السبق للعروس للا أم كلثوم، وهو سبق يدل على ما يكنه المجتمع المغربي في ثقافته الشعبية منذ القديم للمرأة عموما وتقديمها في كل المناسبات والافراح ، وبعدها صعد مولاي رشيد بدوره ، لتختتم احتفالات اليوم الاول من العرس الذي اطلع فيه المغاربة على جانب من ارتباط العائلة الملكية بالتقاليد العريقة للملكة من خلال استحضار جميع الطقوس التي تقام على شاكلتها حفلات الاعراس بمختلف مناطق وجهات المغرب