بعد عودته من فرنسا، يبسط الملياردير لحسن جاخوخ صاحب شركة درابور، إحدى كبريات شركات جرف الرمال والموانئ بالمغرب، حقيقة الفضائح المالية التي تفجرت بشركته منذ 2012،. في هذا الحوار، يحكي جاخوخ الأب تفاصيل صراع عائلي تحول إلى قضية معروضة على المحاكم، حيث يتابع الأب ابنه، المعتقل حاليا، أمام القضاء، متهما إياه هو وأفراد من عائلته ب"التورط في اختلاسات مالية عرفتها شركة داربور خلال السنوات الأخيرة". جاخوخ الأب لجأ إلى القضاء، والنتيجة كانت اعتقال ابنه المتابع ب"التورط في الاختلاسات التي عرفتها شركته". الملياردير جاخوخ عاد لتوه من فرنسا، حيث كان يتلقى العلاج بعد تدهور حالته الصحية، بعد المشاكل التي تراكمت فوق رأسه بسبب الاختلاسات التي عرفتها شركة درابور. ويتحدث جاخوخ لليوم 24 عن مشاكل التي عاشها مع أسرته، وكيف استطاعت الشركة استرجاع قوتها بعد الاختلاسات المالية التي أثرت عليها بشكل سلبي، وعن مشاريع الشركة مستقبلا.
كنت في فرنسا من أجل العلاج، كيف هي حالتك الصحية الآن؟ حالتي الصحية حاليا جيدة، ولم أكن أحتضر، كما تم الترويج لذلك، وكنت فقط أخضع لفحوصات نتيجة بعض المشاكل الصحية التي تعرضت لها، من جراء ما عشته في العمل. وتم نقلي إلى أحد مستشفيات باريس لإجراء الفحوصات الطبية، وللابتعاد عن المشاكل، والآن بعد تحسن حالتي الصحية، سمح لي الأطباء بالعودة إلى المغرب من أجل مباشرة أعمالي بنفسي، وكل ما قيل على أنني أحتضر الهدف من ورائه هو تخريب مصالحي، وأعمالي في الوقت الذي كنت أخضع فيه للعلاج بفرنسا.
هل صحيح أن أفرادا من عائلتك هجموا عليك في المستشفى للضغط عليك من أجل التنازل عن الشكاية التي تتهم فيها ابنك وبعض الموظفين في الشركة باختلاس مبالغ مهمة بالشركة؟ نعم صحيح، لقد حاولوا أكثر من مرة الدخول إلى المستشفى في منتصف الليل وبطريقة غير قانونية، وحاولوا الضغط علي من أجل التنازل عن قضية الاختلاس التي يتابعهم فيها ابني طارق جاخوخ إلى جانب محمد البشيري، ورضوان رودابي ، وعبد البار المروازي رئيس مجلس الإدارة الجماعية للشركة، وعضو جمعية الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، والحسين قانيط وزوجته، ولدي الوثائق التي تثبت كلامي، التي تقدم بها محامي في باريس للمحكمة الفرنسية من أجل اتخاذ التدابير اللازمة في حقهم.
بعد عودتك إلى المغرب كيف وجدت الأمور بالشركة، خاصة وأنها عانت من ضائقة مادية نتيجة الاختلاسات التي عرفتها؟ الشركة بدأت تسترجع عافيتها، وذلك بمجهودات رفيق دربي وشريكي عزيز مصطفى، الذي فوضت له كل الصلاحيات وسلطاتي داخل شركة درابور إلى حين عودتي، بمساعدة الموظفين في الشركة الذين أستغل هذه الفرصة لأشكرهم. كما أنني خلال تواجدي في فرنسا، كنت أتابع كل كبيرة وصغيرة ، وذلك بالتنسيق مع المفوض بشركة "ساترام" بالغابون، وبالتنسيق مع الدكتور مصطفى عزيز بالمغرب، والشركة هي على وشك تنفيذ عقد جرف الرمال بطانطان بمبلغ 135 مليون درهم. كما أن شراكاتنا مع كوريا والصين في الطريق الصحيح، كما سنشرع في تنفيذ 3 مشاريع في الشهور المقبلة بالمغرب وإفريقيا، بالإضافة إلى أننا استطعنا أن ندفع أكثر من 200 مليون درهم ديون مترتبة عن التسيير السيئ للمتابعين، وقمنا بشراء معدات بواخر بمواصفات تكنولوجية حديثة، منها باخرة مستقبل 2 المتطورة، ونحن بصدد اقتناء باخرتين تم التوقيع على اتفاق بشأنها بقيمة 450 مليون درهم، كما بدأت المجموعة في تشييد حوض بناء وإصلاح السفن في القنيطرة، هو الأول من نوعه بالمغرب.
بعد عودتك إلى المغرب، أين وصل ملف اختلاسات المعروض على المحكمة؟ للأسف إلى حدود اليوم، لم يتم اعتقال أي من المتهمين في الملف والذين هم في حالة فرار، اللهم ابني طارق ومحمد بشيري، المدير المسؤول عن النظام المعلوماتي للشركة، ورضوان الرودابي، الذي يشغل مهمة المدير المالي. أما الباقي، وعلى رأسهم عبد البار المروازي فلا زالوا في حالة فرار. والغريب في الأمر أن هناك طلبات بالسراح المؤقت للمعتقلين. وهنا أود أن أغتنم الفرصة لأطلب من وزير العدل والحريات مصطفى الرميد حث الشرطة القضائية على التسريع بالبحث في مذكرة البحث الوطنية والدولية، الصادرة في حق مجموعة من الفارين في الملف. هل من الصعب على المصالح الأمنية إيجادهم وتنفيذ تعليمات النيابة العامة الصادرة في حقهم والداعية إلى اعتقالهم و تقديمهم أمامها؟
ألا تعتبر أنه بالقساوة بما كان أن يدفع أب في اتجاه اعتقال فلذة كبده ويرمي به في السجن؟ أنا إنسان صارم بطبعي، وأسعى إلى تطبيق القانون بشكل شامل، ومع أي كان حتى لو كان ابني. وفي هذه القضية ابني أخطأ ويجب أن يعاقب.
سمعنا أن محمد بشيري قام بإرجاع المبلغ الذي اختلسه، هل هذا صحيح؟ نعم، لقد علمت بأنه أرجع مبلغ مليار وثمانمائة مليون سنتيم عن طريق المحكمة، إلا أنه لا يزال معتقلا، ولا يمكنني أن أقدم له أي شيء أو التنازل عن الدعوة، لأن الملف اليوم في يد القضاء، وهو الوحيد المخول له الفصل فيه.
في حالة تسديد باقي المتهمين المبالغ التي اختلسوها، هل يمكن أن تتنازل عن القضية ويتم إغلاق هذا الملف؟ أنا لا يمكنني أن أملي على المحكمة ما تقوم به إذا أرادوا تسديد المبالغ التي قاموا باختلاسها، يمكنهم تسديدها عن طريق المحكمة، وهنا أريد أن أشير إلى أن المبالغ التي تم اختلاسها تفوق 68 مليار سنتيم، تم تهريبها إلى كندا وسويسرا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف سمح مكتب الصرف بخروج هذه المبالغ من البلاد.
قرأنا أخيرا رسالة من زوجتك تستنجد فيها بالملك محمد السادس من أجل التدخل في القضية وإطلاق سراح ابنك طارق، مؤكدة أنه بريء مما تنسبه له أنت والده؟ لقد قرأت الرسالة، وفاجأني من طلب هذه السيدة الملك محمد السادس بالتدخل، مع العلم أنه بإمكانها أن تتجه إلى القضاء، وتدلي بالوثائق التي تبرئ ابنها من التهم الموجهة إليه. من خلال هذه الرسالة التي قامت بنشرها عبر وسائل الإعلام فهي تستبق الأحداث، لأن المحكمة لم تقل كلمتها بعد، وهي بهذه الرسالة تشكك في نزاهة القضاء المغربي، فعندما نراسل الملك فذلك يكون من أجل إنصافنا، وليس من أجل أن نشتكي من أشخاص، لأن الشكاوى توضع أمام المحاكم. وأنا متأكد من أن هذه الرسالة ستكون لها عواقب عليها مستقبلا.
ما هو ردك على اتهام أسرتك للدكتور مصطفى عزيز، الذي فوضت له تسيير الشركة بأنه هو السبب في الصراع الحاصل بينك وبين أسرتك؟ الدكتور مصطفى عزيز ليس صديق الأمس، بل جمعتنا صداقة سنوات، ولدي الثقة الكاملة فيه. وللتوضيح أكثر، فشريكي مصطفى عزيز رفض رفضا قاطعا، وأمام شهود، تحمل أي تفويض، وكنت أنا من أرغمته على تحمل المسؤولية. للأسف، لقد علمت أخيرا أنه تعرض لتهديدات من طرف أسرتي. ومن هذا المنبر، أريد أن أقول له لا تهتم بهذه التهديدات الصبيانية. إنهم يريدون تشويه صورة الصديق الذي جمعتني به أشياء سرية لا يمكن الإفصاح عنها. صحيح أنهم أولادي، لكن عزيز هو اختياري وليس مفروضا علي.
ألا تخشى من أن تكون لهذه المشاكل الأسرية تأثيرات على عمل الشركة مستقبلا؟ قطعا لا، فمجموعة درابور تسير من طرف نخبة من المسيرين الأكفاء وأصحاب خبرة وتم انتقائهم بواسطة مكاتب مختصة في التوظيف. وهم لا يأبهون بكل المناوشات التي تقوم بها أسرتي. وكل المناوشات التي تروج عن طريق المواقع الاجتماعية من اجل زعزعة الاستقرار داخل المجموعة لم تأت أكلها، فالمستخدمون الأطر عبروا صراحة خلال اجتماعي بهم عن عزمهم مضاعفة جهودهم في هذه المحنة من اجل تنمية الشركة.
وهل من مشاريع للحسن جاخوخ بعيدا عن الرمال، خاصة وانك كنت دائما من المساندين لكل ما له علاقة بالمجتمع والسياسة؟ الجواب نحن دائماً كنا سباقين لخدمة بلادنا بكل الدول الإفريقية التي نحن متواجدون بها من خلال استثماراتنا وكم مرة أسهمنا في التعريف بأحقية بلادنا في الصحراء و لا نترك أي فرصة للقيام بما يجب. ولقد رفعنا شعار الدبلوماسية الموازية في سياسة شركاتنا أين ما وجدت.