في هذه الحلقة، تحكي الرفيقة السابقة لفرنسوا هولاند جوانب من علاقتها بسيغولين رويال، منافستها على قلب الرئيس الفرنسي، والتي تعود إلى أزيد من عشرين سنة، كما تتحدث عن بداية علاقة الحب مع فرنسوا، والتي انطلقت بسوء فهم كبير. في اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور، دخلت سيغولين رويال إلى حكومة مانويل فالس، بصفتها وزيرة للبيئة. وكما تقول القنوات الإخبارية، أتوفر على خبر عاجل، فقد سبق لها أن حصلت على هذه الحقيبة قبل عشرين سنة في حكومة بيير بيرغوفي، في السنة نفسها التي وضعت فيها ابنتها الصغرى، فلورا، وكنت حينها أنا أيضا حاملا بابني البكر. طلبت مني «باري ماتش» إنجاز ربورطاج عنها في مستشفى الولادة، وبما أنني كنت على علم بأن فرنسوا هولاند والناطقة باسمها يعارضان ذلك، فقد أجبت الصحيفة بأنه لا يجب التعويل على ذلك، وبأنها سترفض. عدت إلى منزلي في نهاية اليوم عندما رن هاتف منزلي، وكان على الخط رئيس التحرير وهو يقول غاضبا: «من مصلحتك أن تحصلي على هذا الروبورطاج، لأن سيغولين رويال سمحت لكاميرات قناة f1 بالدخول إلى غرفة التوليد الخاصة بها». لم أعرف ما عساي أن أفعل سوى تنفيذ الأمر، اتصلت بالمركز الهاتفي التابع للمستشفى الذي أوصلني إليها دون عراقيل. اقترحت عليها التقاط صور لها، فوافقت مقابل إجراء حوار حول البيئة. التقطت الصورة بدون حضوري، وتم إجراء الحوار بدون أن نلتقي، إذ تم ذلك عبر الفاكس. فأنا لم أندس في حياتها الخاصة من أجل سرقة والد أطفالها كما قيل عندما أعادوا كتابة قصتنا بشكل محرف مرفق بتفسيرات حسب الأهواء، إذ كيف يمكنني أن أفكر في خطة جهنمية بهذا الشكل في الوقت الذي كنت أنتظر ولادة طفلي الأول، وكانت تغمرني سعادة لا أتصور أنني أحسست بمثلها قط؟ في السنة الموالية، وضعت طفلي الثاني، ثم تزوجت ثانية قبل ولادة طفلي الثالث. كنت منخرطة في بناء حياتي الخاصة بالتزامن مع انخراطي في بناء حياتي المهنية أيضا، ولم تكن لدي أي مشاريع أخرى، كما لم يكن فرنسوا هولاند جزءا من أحلامي، حتى إنني قمت بتغيير اسمي، فقد كنت أريد أن أحمل اسم تريرويلر، وإظهار أنني أنتمي إلى زوجي. أصابتني تلك التهجمات بجروح، أعترف بذلك، لأنها مست أغلى شيء أملكه. وفي الوقت الذي كانت سيغولين رويال تشعر بالقلق، دفعتني الكارثة الجديدة للحزب الاشتراكي قليلا نحو اليمين. وكما هو الحال خلال فترة حكومة بالادور، كان يتم غالبا تكليفي بمرافقة الرئيس شيراك في أسفاره. في البداية، شعرت بأن خلية التواصل في الإليزيه كانت ترتاب في أمري، وشيئا فشيئا بدأت الثقة تتوطد. لم أتخل مع ذلك عن اهتمامي بالحزب الاشتراكي، حتى وإن كانت «الصفحات الصفراء» في «باري ماتش» والمخصصة للسياسة أصبحت لا تهتم به كثيرا. كنت أنا وفرنسوا هولاند نتناول الغداء معا بين وقت وآخر بمفردنا أو مع صحفيين آخرين، وعندما ذهبت مع أسرتي للعيش خارج باريس، كان يرافقني عبر الهاتف. كنا نثرثر طول مسافة الطريق حتى ولو كان الوقت متأخرا، فقد كانت هناك الكثير من القضايا التي تستحق النقاش. انتعشت الأخبار والنشاطات السياسية مع اقتراب الانتخابات الأوربية لسنة 2004. وتصدر هولاند كل الواجهات بعد أن حقق الحزب الاشتراكي الفوز في جميع الاستحقاقات الانتخابية، حتى إن الأسبوعية الفرنسية «لوبوان» اختارته رجل السنة. كان في الواجهة، وكنت أقطع رفقته الكيلومترات خلال الحملة الانتخابية، وكانت المرة الوحيدة التي كتبت فيها مقالا إيجابيا عنه، وأتذكر ملاحظة أحد رؤساء تحرير «باري ماتش» عندما قال لي: «الآن، أصبحت ملتصقة بهولاند». بزنقة كوشي بضعة أيام قبل ربيع 2014، وكما هو الحال كل يوم أو تقريبا منذ رحيلي من الإليزيه، كنت ألازم مسكني الذي تدفئ الشمس صالونه، والزجاج مفتوح على مصراعيه، كنت أشتغل والحاسوب موضوع على ركبتي، فتلقيت اتصالا هاتفيا من الضابط السابق الذي كان مكلفا بحراستي، كان لديه ظرف يريد تسليمه لي. وصل إلى مسكني بعد 30 دقيقة. كانت باقة ورد رائعة بيضاء ووردية كما كنت أحب، أرسلها فرنسوا، فهو لم ينس التاريخ، حتى إنه في صباح ذلك اليوم، أرسل إلي رسالة هاتفية يقول فيها: «قبل تسع سنوات، كانت قبلة ليموج». لو لم تكن صور الرئيس واضعا خوذة على رأسه، ولو لم تكن جولي غاييت وهذه الحماقات، نعم، كان من شأن تلك اللحظة أن تكون قد مرت عليها تسع سنوات، لكن التاريخ مات. وإذا كان من الضروري أن يحمل حبنا اسما، فإنه سيكون اسم «قبلة ليموج».. إنها سيرتنا الخاصة بنا. حصل ذلك ذات يوم خميس 14 أبريل 2005، وأصبح لهذا التاريخ دائما معنى بالنسبة إلينا. تسع سنوات بعد ذلك، وفي الوقت الذي لم تبق أعياد ميلاد للاحتفال بها، وافقت على تناول طعام العشاء معه للمرة الثانية منذ انفصالنا. وبالرغم من إلحاحه، رفضت تناول العشاء معه في إطار حميمي بزنقة كوشي. قضينا السهرة بالمطعم الإيطالي الموجود في حينا، كنا نذهب إليه من قبل عندما كنا نعيش معا. لم يكن يوجد على طاولة العشاء الرئيس أو السيدة الأولى أو التظلمات والشكاوى والاتهامات المضادة، ولكن كان هناك خليط موجع من البهجة والحزن، كان ذلك إحساسا بخسارة كبرى، خسارة يتعذر تداركها. في تلك الليلة، تعرضت 279 من النيجيريات الشابات تتراوح أعمارهن ما بين 17 و23 سنة للاختطاف من طرف جماعة بوكو حرام الإسلامية. علمنا بالخبر في اليوم الموالي. كشف لي فرنسوا أنه يشعر بالندم، لأنه لم يعرف كيف يحمي علاقتنا الخاصة. لم يكن ذلك، على كل حال، بسبب أنني خضت معركة من أجل حمايتها، ولكنه هو من منح الفرصة للجميع للقيام بكل شيء، وكان لا يعرف كيف يضع مسافة ضرورية بين الحياة الخاصة والحياة العامة، حتى قاعة الاستحمام الخاصة بنا أصبحت في يوم ما مكانا للاجتماع. فقد رأيت، في نهاية يوم من الأيام، كلود سيريون يتبع الرئيس وقد اجتازا غرفة نومنا، طردته نحو الخارج مستاءة من هذا السلوك غير اللائق. وحصل مرارا أن تدخل بعض الضباط المكلفين بأمنه في النقاش الجاري بيننا، فكم مرة طلبت منهم أن يتركوا مسافة بيننا وبينهم عندما نكون في نزهة، وقد كنت في بعض الأحيان أفضل العودة أدراجي عوض تحمل وجودهم، بل إنني فوجئت بأحد «حاملي الكرواسون» جالسا على سريرنا تحت ذريعة ضبط القنوات التلفزيونية. خلال هذا العشاء الحلو-المر، ذكرت فرنسوا مرة ثانية أن تحكيمه وتدخله لتسوية الخلافات كان دائما ضدي وضد مصالحي في كل مرة كنت أحاول فيها حماية علاقتنا. أجابني: «كنت أنا المخطئ، فقد كان علي الإنصات إليك وأن أفهم ما كان أعلى وأثمن». وبالعودة إلى «قبلة ليموج»، فهي قصة طويلة، إذ كل شيء بدأ بخصام. علمت ذات صباح بالصدفة داخل «باري ماتش» أن فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي سيأتيان إلى مقر الصحيفة لالتقاط صور تجمعهما معا من أجل نشرها على الصفحة الأولى للصحيفة، مع حوار مشترك خاص بالاستفتاء حول الدستور الأوربي. شعرت بالاندهاش، لأن لا أحد أخطرني، لا رئيسة التحرير ولا هو. علمت أنه غاضب مني، لأنني لم أرافقه في زيارته إلى لبنان، ولكن مع ذلك، لم أفهم ما يقع. كيف يمكنه التقاط صورة وإجراء حوار بهذه الأهمية وداخل صحيفتي من دون أن يتحدث معي بشأنه، في الوقت الذي كنا فيه قريبين من بعضنا البعض؟ في اللحظة نفسها، اتصلت بي «فريديريك إيسبانياك»، الناطقة باسمه، هاتفيا قائلة: «فاليري، ما هذه الحماقة التي حملته على اقترافها؟ التقاط صورة مع ساركوزي؟ إن هذا هو الجنون». أوضحت لها أنني غير مسؤولة عن ذلك، وبأنني علمت بالأمر للتو. طلبت مني أن أقنعه بالتخلي عن الفكرة. اتصلت به، فرد علي: «كان يجب عليك الاستيقاظ مبكرا». لم أفهم ردة فعله، ناهيك عن استراتيجيته، فما هي مصلحته في الظهور مع منافسه الأول في حين أن معارضي المعاهدة يتهمونهما بالتواطؤ؟