في هذه الحلقة، ينتقل فرنسوا هولاند من إنكار علاقته بالممثلة السينمائية إلى الدفاع عنها، وتقوم فاليري بابتلاع علبة من العقاقير لعلها تثير انتباه الرئيس، غير أن هذا الأخير واجه استغاثتها باللامبالاة كنا نستعد لسفر رسمي إلى روسيا في نهاية نونبر 2013، وكنت أنتظر فرنسوا في الفضاء الشرفي لقصر الإليزيه، وعندما تأخر في الحضور، سألت عنه، فأخبروني بأن «البابراتزي» باسكال روستان يوجد في مكتبه. باسكال في مكتب فرنسوا؟ مستحيل. صعدت أدراج السلك الشرفي بسرعة فائقة، ودخلت مكتبه دون أن أطرق الباب، ووجهت كلامي مباشرة إلى الشخص الدخيل: - ما الذي جاء بك؟ ليس من حقك أن تأتي إلى هنا؟ أعرفه جيدا، لقد كنا صديقين في «باري ماتش»، قبل أن أتأكد أنه شخص غير جدير بالثقة. أجابني روستان بأنه هنا ليحذر فرنسوا من شائعة تروج مفادها «أن لديه ابنا». أجبته: «تريد أن تتحدث بالأحرى عن شائعة غاييت؟ الشائعة تروج في باريس كلها، ولسنا بحاجة إليك». خاطبت بعد ذلك فرنسوا: «علينا الذهاب، الجميع في انتظارك». ثم وضعت ذراعي تحت ذراعه من أجل أخذه معي تاركين المصور وراءنا. كان الجو داخل السيارة التي تقلنا نحو مطار أورلي مشحونا ومتوترا جدا. سألته: «ماذا كان يريد منك روستان؟». رد علي: «لا شيء محدد… فقط يريد إخباري بالشائعات». ولأول مرة، بدأت أشك. سألته مرة أخرى: «ما كنت لتستقبله هكذا في آخر لحظة لو لم يكن هناك شيء ما تؤاخذ عليه؟». رد علي: «لا. أؤكد لك». وحال وجود رجال الشرطة في السيارة دون متابعتي لتحقيقاتي. شهرا بعد ذلك، برزت الشائعة من جديد. السيناريو نفسه للصور التي تروج، قيل لي أيضا إن جولي غاييت لا تقوم بأي شيء من أجل تكذيب هذه الشائعة، بل بالعكس، تترك الأمور يلفها الغموض. لذلك، قررت الاتصال بها. كان ذلك يوم 28 مارس، وكان على فرنسوا تلك الليلة إجراء حوار مع قناة فرنسا الأولىtf1. لم تفاجأ باتصالي الهاتفي، أوضحت لها أن هذه القضية تزعجني على الصعيد الشخصي، وسيئة على المستوى السياسي. أجابتني بأنها مؤلمة أيضا بالنسبة لها، فاقترحت عليها أن تنفي بنفسها الإشاعة حتى تضع حدا لهذا المسلسل الرديء. أبدت موافقتها على اقتراحي، فأرسلت إليها رسالة هاتفية أطلب منها أن تؤجل الإعلان يومين حتى لا تشوش على حوار الرئيس. - «أخشى فوات الأوان. فقد سبق للمحامي الذي يدافع عني أن أرسل البيان»، قالت غاييت. التوقيت غير مناسب، ولكن النفي الرسمي طمأنني، فقد كانت عباراته واضحة وصارمة، وأعلنت فيه الممثلة السينمائية أنها ستتابع قضائيا كل الذين يروجون فرضية وجود علاقة عاطفية تربطها بالرئيس. سمحت لنفسي بالوقوع في الخديعة، لكن كيف يمكن أن نكذب إلى هذا الحد؟ حاولت تهدئة نفسي بعض الوقت، لكن فرنسوا، وبشكل غير مفهوم، كان يبتعد. هل كان إحساسي صادقا أم إنها الغيرة تتلاعب بي؟ كانت الإشاعة تظهر وتختفي. وفي مساء يوم من الأيام، نظرت إلى فرنسوا مباشرة في عينيه، وسألته: «أقسم لي بحياة ابني أن ذلك كله كذب، ولن أعود لإثارة الموضوع معك أبدا». أقسم بحياة ابني، وطلب مني أن أتركه وشأنه بعيدا عن هذه القصة المفتعلة. قال لي إن لديه مشاغل وهموما كثيرة تنتظره، تمنعه من أن يغرق في الثرثرة والقيل والقال، وإنني أصبحت متعبة مع هذا الهراء. كان يفترض أن يطمئنني نفيه نهائيا لكن السم كان قد استقر. بدأت أفكر في الأشياء بشكل منطقي، ونسبت ابتعاد فرنسوا إلى الضغوط التي يعيشها. كان كل شيء صعبا بالنسبة له، وكانت رياح السياسة عاتية وسيئة، ومع ذلك بقينا زوجين نتقاسم لحظات سعيدة. مر الصيف ومن بعده الخريف، كانت الظرفية تتدهور، وشعبية فرنسوا في أدنى مستواها. في سياق هذه الأجواء، تأتي قضية مشاهد «كنال +» يوم 16 دجنبر 2013. لم أشاهد مباشرة LE GRAND JOURNAL الذي يقدمه أنطوان دو كونس، وكنت أجهل أنه تم توجيه الدعوة إلى غاييت وأستيفان غويلون، فقد كان علينا الذهاب للعشاء عندما تلقيت رسالة نصية من صديقة: «هل شاهدت كنال بلوس؟». أجبتها: «لا.. لماذا؟». ردت علي: «يجب عليك مشاهدتها». جاء فرنسوا للبحث عني في الشقة حتى نذهب سويا إلى حفل العشاء. فقد أقترح عليه أحد الصحفيين أن يلتقي «أشخاصا مهمين»، تبين فيما بعد أنهم عصابة من الباريسيين. لم أشاهد إعادة بث الصور المتسلسلة في برنامج «لوغراند جورنال» إلا صباح الغد على الأنترنت. أكد ستيفان كويون أن الرئيس زار موقع تصوير الشريط رفقة جولي غاييت. لم تنف هذه الأخيرة الواقعة، وابتسمت بدلال. اتصلت فورا بفرنسوا على هاتفه المحمول.. لم يرد، اتصلت به عبر المحول الهاتفي التابع لسكرتاريته، وهو الشيء الذي نادرا ما يحدث لي، قلت لأعضاء سكرتاريته إنني أريد الحديث معه في أسرع وقت ممكن بشأن أمر مهم وخطير. ردوا علي: «سيتصل بك حالما ينتهي من موعد له». لم يتأخر في الاتصال بي، طرحت عليه السؤال بدون دوران: «هل ذهبت إلى موقع تصوير شريطها؟». نفى، لكن هذه المرة عيل صبري. شعرت بالانزعاج إلى حد التوتر، وأحس هو بذلك. طلبت تكذيبا، وحصل ذلك خلال ساعة. تركت عدة رسائل هاتفية على المجيب الآلي لهاتف جولي غاييت، طالبتها فيها بالاتصال بي، وهو الشيء الذي لم تفعله أبدا. أنا نفسي، وبطلب من فرنسوا، لم أكن أرد على اتصالات سيغولين رويال، عندما كانت تتصل بي في سنة 2006.. إنها سخرية دورة الخيانة. التقينا أنا وفرنسوا في المساء حول مائدة العشاء. لم يكن ابني موجودا. تناولنا وجبة العشاء في الصالون. كان يتحدث بوعي وتمعن، وكان يتجنب الحديث عن موضوع الممثلة السينمائية. كان صمته يزعجني. انفجرت في وجهه، وقلت له: «لا أفهم سلوك هذه الفتاة الذي يثير الشك في نفسي، فلم يبق بمستطاعي تحمل هذه الإشاعة»، وطلبت أن يكون بجانبي من أجل محاربتها. وعوض أن يطمئنني، بدأ يدافع فورا عن جولي غاييت. شعرت بالاستياء وبالغضب الشديد من موقفه. ذهبت إلى الحمام، ابتلعت عدة أقراص، وعندما وقفت أمامه، ابتلعت الأقراص المتبقية من العلبة. لم أكن أعرف هل قصة الخيانة حقيقية أم لا، لكنني لم أكن أصدقها في أعماقي، غير أن فرنسوا أصبح قاسيا، مختلفا، غير مبال، وبدأت أحس بأنه لم يعد يحبني. حاول أن يجبرني على التقيؤ. سقطت جامدة وفاقدة للإحساس بالحياة. لم أعد أشعر بجسمي، لم أكن أستطيع الكلام، ولكن كنت أسمع ما يدور حولي. أردت من خلال هذا التصرف الذي قمت به توجيه نداء استغاثة لإسعافي، لكنني لم أكن أرى سوى صمته، لم يوجه إلي أية كلمة، ولم يتحدث معي. مددني، ولمس جبيني ثم غادر الشقة. بقيت وحيدة دون أن يأتي الطبيب لرؤيتي.