دبلوماسي: أمر لا معنى له وإلا لكان جلوس إسرائيل الدائم بجانب ايران يعني الصداقة نيويورك: يونس مسكين حدث غير مسبوق ذلك الذي احتضنته مدينة نيويورك قبل أسبوع من الآن، حين ضمت إحدى القاعات المغلقة للقاءات التي تنعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزيرة العدل الإسرائيلية ووزيرة الخارحية السابقة، تسيبي ليفني، مع عدد من الوزراء والمسؤولين العرب من بينهم وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني. هذا الأخير كان أحد المشاركين في العشاء السنوي الذي ينظمه معهد السلام العالمي في نيويورك، وهو اللقاء الذي يخصص كل عام لمناقشة سبل إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويحمل طابعا فكريا وغير رسمي، حسب تعبير مصادر دبلوماسية في نيويورك. الشخصية التي حضرت للمشاركة في هذا اللقاء باسم إسرائيل، لم تكن سوى وزيرة العدل الحالية، وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني. هذه الاخيرة القت مداخلة تمهيدية إلى جانب صائب عريقات الذي تحدث باسم فلسطين، فيما تولى مارتن اندك، المبعوث الأمريكي لمباحثات السلام الاخيرة، الحديث باسم واشنطن. اللقاء كان عبارة عن حفل عشاء جلس خلاله المشاركون حول نفس المائدة، ورغم أن اللقاء كان مغلقا فإن الصور الرسمية التي صدرت عنه تبين الأجواء الاحتفالية التي تخللته والمشروبات الكحولية الموضوعة رهن إشارة الحاضرين فيه. مصدر دبلوماسي مغربي، قلل من أهمية كل ذلك ونفى ان يكون اي لقاء قد جرى بين العثماني وليفني، وقال إن الامر يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط، وإن المغرب لا يمكن ان يتخلف عن مثل هذه المناسبات، دون ان يعني ذلك إجراء أي لقاء رسمي مع إسرائيل. واستدل المصدر المغربي على ذلك ببعض البيانات الرسمية التي أعلنت انعقاد لقاءات ثنائية رسمية بمناسبة هذا العشاء، من قبيل اللقاء بين وزيري خارجية الكويت وفرنسا، والذي أوضحت وكالة الأنباء الكويتية انعقاده على هامش عشاء معهد السلام العالمي، "وبالتالي لا يمكن اعتبار التواجد في نفس القاعة لقاء". واعتبر المصدر المغربي أن مثل هذا التواجد في نفس المكان مع مسؤولين إسرائيليين، "يحدث عدة مرات لكون إسرائيل عضو في الاممالمتحدة ولها مكان داخل قاعة الاجتماعات الكبرى، وبالتالي لا يمكن أن نجاري الاسرائيليين في محاولاتهم إظهار كل تواجد مشترك مع العرب في قاعة من القاعات كما لو كان لقاء رسميا بهم. وإلا فإن المكان الرسمي لإسرائيل الذي بوجد في قاعة الاجتماعات إلى جانب ايران سيعني أنهما صديقان". الموقع الرسمي للمعهد المنظم للقاء، نشر لائحة باسم المشاركين فيه، تضمن اسم سعد الدين العثماني وصفته كوزير للخارجية المغربي. كما نشر موقع صورة التقطت للعثماني في هذا اللقاء، دون ان توضح ما ان كان مكان جلوسه أو تحركه داخل اللقاء قد جمعه بالمسؤولة الإسرائيلية. ورغم الطابع غير الرسمي للقاء فإن جريدة هآرتس الإسرائيلية جعلت منه مبررا للحديث عن وجود تقارب غير مسبوق بين إسرائيل والدول العربية، مفسرة ذلك بالتقارب الآخر الذي حصل بين ايران والولايات المتحدةالأمريكية. هذا التقارب الأخير قالت الجريدة انه أثار مخاوف مشتركة بين تل أبيب والدول العربية، في مقدمتها دول الخليج العربي. اللقاء الذي يعتبر النسخة الثانية من تقليد دأبت على احتضانه نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، شهد حضور وزراء خارجية كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر ومصر وتركيا والعراق والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية ومسؤولين أمميين ودوليين ووزير الخارجية الفرنسي والملياردير الشهير بيل غيتس...