بعد 29 عاما قضاها خلف أسوار السجن، طالب المعتقل البلجيكي من أصل مغربي فريد بامحمد بتنفيذ "القتل الرحيم" في حقه حتى "يضع حدا للجحيم الذي يعيشه في السجن"، على حد تعبيره. فريد بامحمد أو "فريد الأحمق"، كما تلقبه الصحافة البلجيكية بسبب تصرفاته الإجرامية المجنونة، يعتبر من المساجين الأكثر عنفا في بلجيكا، حيث أنه لم يتوقف عن خلق متاعب حتى بعد إلحاقه بالسجن مرات متعددة ابتداء من سنة 1985 بسبب ارتكابه جريمة قتل وشروعه في ارتكاب جريمة قتل أخرى إلى جانب محاولة اختطاف. ويعتبر "فريد الأحمق" من أشهر المساجين في بلجيكا بسبب اعتداءاته المتكررة على حراس السجون التي تنقل بينها، حيث جرى تنقيله منذ سنة 2006 حوالي 167 مرة بين 33 سجنا مختلفا تسبب فيها جميعها باضطرابات ومشاكل مع الحراس الذين هددهم بالقتل في مرات عديدة حتى إنه حاول تنفيذ تهديده حين حصل في إحدى المرات على مقص وهو ما أدى إلى رفع مدة محكوميته إلى عشرة أشهر إضافية. وبالرغم من أن طلبه بعيد عن التحقق، إلا أن فريد بامحمد يصر على "حقه في الموت"، حيث قال "قضيت كل هذا الوقت في ظلمات جحيم السجن، ما فعلوه بي لم يسبق أن فعلوه بأحد، وأنا أفضل الموت"، مضيفا "هذا يتناقض مع إرادة والدتي، ويتناقض مع الحب الذي أحمله اتجاه ابنتي، ويتناقض مع الحياة التي كنت أتمنى أن أعيشها". وزاد فريد، في تصريحات نقلتها إحدى الصحف البلجيكية "إنهم يريدون قتلي ببطء"، متسائلا "لماذا لا يقتلونني مرة واحدة ويريحونني من هذا العذاب؟". إصرار بامحمد على "تمتيعه" بالموت يأتي نتيجة ل"حرمانه" من السراح، حيث أنه كان يستطيع الاستفادة من إجازة سجنية سنة 2008 كما كان بإمكانه الاستفادة من سراح مشروط سنة 2009، إلى جانب توفره على ثمانية تقارير لأطباء نفسانيين وتقارير لمدراء سجون لصالحه، غير أنه فشل في الحصول على موافقة للخروج من السجن، خصوصا أنه يحمل ماض سيء ذلك أنه حين استفاد سنة 2005 من إطلاق سراح مشروط قام بحجز حماته وأخت زوجته وابنته وطفلة أخرى في أحد المقاهي لمدة يومين، وبرر الأمر بخوفه من عدم التمكن من رؤية ابنته مرة أخرى. طلب فريد بامحمد تطبيق "القتل الرحيم" في حقه يواجه بقوانين صارمة في بلجيكا، حيث أن طلبات مماثلة تمر عبر مسطرة قانونية ولا يمكن الموافقة على هكذا طلب إلا إذا توفرت تقارير لأطباء عضويين ونفسانيين تؤكد إصابة الشخص بمرض نفسي أو عضوي لا يمكن علاجه ويتسبب في معاناة الشخص إلى درجة لا يمكن حلها وتجاوزها سوى بالموت.