“فريد بن بامحمد” أو كما تعرفه الصحافة البلجيكية، ومعها نقابة حراس وموظفي السجون البلجيكية ب “فريد الأحمق”، أشهر سجين بالمملكة البلجيكية على ما يبدو، الرجل الذي أصبح حديث السجون البلجيكية من أقصاها لأدناها، منذ يناير 2006 تنقل الرجل ذي الأصول المغربية بين 33 سجنا بالمملكة، ليصبح السجين الأكثر جدلا في عدد من الأبحاث والبرامج التلفزية بالبلد الأوربي الصغير. بل وأخطر سجين يمكن أن يضرب له ألف حساب، بسبب اعتداءاته المتكررة على الحراس في مناسبات مختلفة، مما دفعه لمحاكمات جديدة رفعت من المدة الاصلية المحكوم بها عليه وهي تسع سنوات، نتيجة قيامه باحتجاز إبنته وزوجته ونسيبته والتهديد بقتلهم من نافذة منزله، قبل أن تلقي الشرطة عليه القبض. الرجل الذي تشتكي منه كل السجون وكل الحراس ببلجيكا، يريد أن يلعب دور الضحية بعد أن كان دائما يقف موقف المعتدي، من خلال جر ثلاث من مديري سجن “إيتر” وثلاثة من الحراسه للقضاء، بعد أن أحالتهم النيابة العامة المختصة ببروكسيل على محكمة “نيفل”، وذلك بتهمة “المعاملة الغير الإنسانية” ضد السجين فريد با محمد، مدعيا أنه تعرض لاعتداء بالسجن وأصيب نتيجة لذلك بإصابات وجروح ظاهرة، بعد نقله لسجن “إيتر” خلال شهر دجنبر 2007، حيث أكدت المحكمة الإختصاص في النظر في هاته القضية المعروضة إليها متم الاسبوع المنصرم. فصول الإعتداء الذي يتحدث عنه السجين المعروف بعنفه القوي اتجاه حراسه، يرتبط بفترة ترحيله من سجن “آدن” بعد تصرفات اعتبرت خطيرة جدا قام بها هناك، إذ كان خلال مرحلة الترحيل واستقباله بسجن “إيتر” ينفذ إضرابا عن الطعام احتجاجا على ذلك. عملية الترحيل قامت بها خلال ذلك فرقة خاصة من الشرطة الفيديرالية المعروفة بترحيل السجناء الأكثر خطورة، حيث كان يصنف في الدرجة الثالثة من الخطورة من بين أربع درجات معتمدة ببلجيكا، لكنه فور وصوله لسجن “إيتر” تم وضعه في يد حوالي عشرة حراس للسجن، قصد إتمام إجراءات الإستقبال والإيداع بالزنزانة الخاصة به. خلال مرحلة التسجيل وقبيل استكمال مراسيم التسليم من الفرقة الأمنية، أصر با محمد على الحصول على علبة سجائر فورا، وهو ما لم يتم له لكونه ممنوع في ذلك الوقت ولا يمكنه إلا بعد ان تتم كل الإجراءات، مما جعله يصاب بهستيرية ويبدء بالصراخ والتمرد بين يدي الحراس، مما جعل احدهم يحاول إيقافه على جانب الحائط لشل حركته، لكن بامحمد اختار السقوط أرضا وهو ما جعل الحراس يحملونه ك”الخروف” من الرجلين واليدين، ويلقون به في زنزانة معزولة “كاشو” عاري الجسد، تحت غمرة احد المديرين المسيرين للسجن الذي قال، حسب شكاية السجين “أن هذا ما يستحقه”. تهديدات بامحمد زادت من غضب الحراس ومسؤوليهم فيما تلى من أيام، حيث يتذكر هؤلاء ما أقدم عليه يوم 7 دجنبر 2007 حينما صاح في وجههم، قائلا “حتى لو قطعتموني أو نكلتوا بي، فإنني لن أتوقف وأقسم أن انتقم من أحد الحراس، سيسمع الجميع عني لاني ساقتل أحدهم”، جملة كان يرددها فريد في كثير من المناسبات والأحيان، بل كان يقدم احيانا على تنفيذها، كما وقع له مع أحد العناصر الذي هدده بمقص كان قد تمكن من الحصول عليه سابقا، وحوكم بعشرة اشهر إضافية بسبب ذلك. الإعتداء الذي يشتكي منه فريد يتعلق بجراح متفاوتة في رأسه ويديه، خلال مقامه ب”الكاشو” ليلة تنقيله من سجن “إيدن” لسجن “إيتر”، وهو ما صرح بخصوصه بعض الحراس في كونه مفتعل، حيث كان فريد في كثير من الأحيان يقوم بضرب يديه ورأسه بالحائط، من اجل إرغام الحراس على الإستجابة لمطالبه، أمر أكده ايضا تقرير طبي شرعي كان قد انجز في حينه، يتحدث عن آثار الأصفاد في اليدين وأيضا عن جراح ناتجة عن ضربات قوية على جسم صلب قد يكون سور في الغالب، حسب منطوق التقرير المدلى به من طرف الحراس المتابعين في قضية الإعتداء على السجين “الخطير” و “الاحمق” فريد بامحمد. مصطفى العباسي