هناك أنواع من الرياضة لا تحتاج ممن يمارسها إلى جهد بدني أو عضلي كبير، بكلمات أخرى لا يعرق المرء كثيرا أثناء مزاولة هواية من نوع المشي، ولكنه في الوقت نفسه أيضا، ولمحدودية الجهد البدني قياسا بأنواع أخرى من الرياضة، مثل كرة القدم، قد يتعرض عند ممارسة هذه الرياضة، خاصة في مثل هذه الأيام، للبرد إذا لم يكن يرتدي ملابس رياضية مناسبة، لأن الجسم لا يسخن بمثل درجة سخونته أثناء مزاولة كرة القدم على سبيل المثال. المقصود في هذه الحالة تحديدا ارتداء ملابس تعزل الجسم بصورة جيدة عن المحيط الخارجي وتضمن له درجة حرارة ثابتة، أي قدرا متواصلا من الدفء، ولا يهم كثيرا إلى أي مدى تخلص الملابس الداخلية الجسم من العرق والرطوبة لأن المرء لا يعرق كثيرا أثناء مزاولة هذه الأنواع من الرياضة، ويكفي ارتداء ملابس داخلية طويلة كطبقة أولى، أما الطبقة الثانية فمن المفضل أن تكون بلوزة خفيفة بصفات عازلة مميزة، أي مصنعة من ألياف عالية الكثافة، ومن البديهي أن الطبقة الثالثة لابد أن تكون معطفا غير قابل للبلل، وقابلة للإغلاق المحكم حول الرقبة، والصدغين والخصر، تحسبا لهطول مطر، أو لريح قوية إذا كان من يمارس هذه الرياضة يمشي أثناء الليل. للجهد العضلي الشديد كلما كان الجهد العضلي المبذول أكبر أثناء ممارسة الرياضة، يصبح بوسع المرء ارتداء ملابس أخف لأن الجسم نتيجة هذا الجهد يسخن بصورة كافية، ويكفي الخروج إلى الشرفة أو إلى الشارع لحظة بالملابس الرياضية للتأكد مما إذا كانت مناسبة للطقس الجوي السائد أم يتعين على المرء استبدالها بأخرى أثقل أو أخف. والمؤشر الأساسي على ذلك هو شعور المرء فور مغادرة الدار إلى الشارع أو الشرفة، إذ يجب أن يشعر بقليل من البرد كعلامة على صحة اختياره للملابس. والمقصود فعلا القليل من البرد وليس البرد الشديد، فعند الشعور بالبرد الشديد يمكن أن يعرض الإنسان نفسه للإصابة بنزلة برد في الدقائق الأولى من ممارسة الرياضة وإلى حين أن يسخن الجسم، وبالمقابل إذا لم يشعر المرء في ملابسه الرياضية المخصصة للجهد البدني الشديد بقليل من البرد فور الخروج إلى الشارع، فان ذلك يعني أن ملابسه أثقل من الحد الصحيح، وأنه لابد أن يعرق فيها كثيرا بعد دقائق من بدء مزاولة الرياضة. وإذ تؤدي الرياضة التي تتطلب جهدا عضليا كبيرا إلى الكثير من العرق، فإن المعيار الأكثر أهمية عند اختيار الملابس الرياضية المناسبة لها هو قدرة هذه الملابس على تخليص الجسم من العرق والرطوبة. من هنا يفضل ارتداء عدة طبقات خفيفة، حتى ولو كانت مصنعة من أقمشة مختلفة. ذلك لأن تعدد الطبقات يضمن نقل العرق من الجسم وتوزيعه بين هذه الطبقات من دون ابتلال أي منها بصورة كبيرة. الطبقة الخارجية الأفضل في هذه الحالة هي جاكيت خفيف يمكن نزعها بسهولة عند الشعور بالحر. أما إذا كانت الرياح قوية بعض الشيء، فانه من الأفضل ارتداء ملابس مبطنة ببطانة مضاعفة في منطقة الركبتين والصدر وأسفل البطن لحماية المناطق المعنية من تيار الهواء الذي يمكن أن يكون له مفعول سلبي على الصحة عند اصطدامه بالجسم الساخن نتيجة الحركة القوية، والمبلل بفعل العرق الشديد. أما إذا كان الجو باردا، فلا يجوز أن ينسى المرء مضاعفة الجواريب، وحماية الرأس والأذنين بقبعة دافئة. ولا تنسى أن 60% من حرارة الجسم يغادر الإنسان عن طريق الرأس بالذات، مما يعرضه أكثر من سواه للمخاطر الناجمة عن تقلبات درجات الحرارة، كما وتصبح القفازات بدورها أمرا مهما شأنه شأن الأكمام الطويلة. في الطقس البارد لا يجوز استخدام الملابس القطنية والملابس الداخلية التقليدية لأنها سرعان ما تتشبع بالرطوبة ولا تجف إلا بعد وقت طويل، يكون خلاله الجسم تعرض للبرد، خاصة إذا ما جاءت ممارسة الرياضة متقطعة باستراحات قصيرة وهو أمر معتاد جدا في الكثير من الألعاب الرياضية، وبالأخص منها الكروية. ليس للشتاء فقط والحرص على اختيار الملابس الرياضية الوظيفية ليس واجبا على المرء في موسم الشتاء فقط، وإنما في كل مواسم السنة، وكما قلنا، فإن الأمر لا يتعلق بصحة الإنسان فحسب، بل وكذلك بشعوره العام أثناء ممارسة هوايته الرياضية المفضلة، سواء أكانت السكواش، أو الفيتنيس، والمهم أن يكون هذا الشعور العام مريحا. هنا ينصح باستخدام الملابس الرياضية الداخلية المصنعة من أقمشة «كولماكس». هذا النوع الحديث من الأقمشة المنتجة من الألياف الصناعية البوليسترية يتميز عن سواه من أنواع الأقمشة بقدرته الفائقة على الجفاف بسرعة قياسية. ولا تنس القاعدة الرئيسية وهي أن اختيار الملابس يتوقف على عدة عوامل دفعة واحدة، وهي عوامل وثيقة الارتباط بعضها ببعض، ولا يجوز الفصل بينها، وفي مقدمتها نوع الرياضة (أي حجم الجهد العضلي المبذول فيها، ودرجة العرق الناجم عن ممارستها) والطقس الجوي السائد أو المتوقع في موقع ممارسة هذه الرياضة.