اثر ارتفاع أسعار البنزين المهرب في النشاط التجاري بمدن الجهة الشرقية، خاصة وان هذا التأثير لم يعد يقتصر على مستعملي العربات فقط، بل امتد إلى النشاط التجاري، وحركة النقل الحضري. ومس التأثير بشكل مباشر جيوب العاملين في مجال بيع المحروقات المهربة بالتقسيط، حيث يؤكد المنتسبون لهذا القطاع أنه بالاضافة إلى ندرة المحروقات المهربة نتيجة تشديد المراقبة على الحدود، تقلص هامش الربح، الذي كان يصل إلى 15 دراهما عن كل صفيحة من 30 لتر، وأصبح الان لا يتجاوز 5 دراهم. حسب ما عاينته "اليوم24″، فإن أسعار البنزين المهرب بلغت أمس الأحد 390 درهم لصفيحة الثلاثين لترا، أي 13 درهم للتر الواحد، بفارق سنتيمات قليلة عن البنزين المدعم الذي يعبأ من محطات الوقود. هذا الارتفاع المهول في الأسعار، دفع بالعديد من المواطنين إلى التخلي عن سياراتهم، بل وامتد التأثير ليشمل قطاع السيارات المستعملة، حيث هوت أسعار السيارات المستهلكة للبنزين بشكل كبير، وتم تسجيل حالة ركود لم يشهدها سوق السيارات منذ سنوات، وفق ما أكده العديد من العاملين في القطاع ل"اليوم24". التجار أيضا، نالوا نصيبهم من الأزمة الحالية، فالأسواق المتناثرة في مدينة وجدة تعرف ركودا كبيرا، "تأثير أزمة الوقود على النشاط التجاري، أمر واضح وجلي ويمكن أن يؤكده جميع التجار"، يقول يحيى دخيس، وهو تاجر بسوق مليلية. ويؤكد هذا الأخير أن التأثير يتجلى في إحجام العاملين في مجال التهريب، وتهريب الوقود على وجه الخصوص، عن التسوق بعد انخفاظ أرباحهم. في السياق نفسه، يؤكد زميله في السوق حميد الشايبي أن التأثر شمل أيضاً قطاع كراء السيارات، فهذا القطاع، يؤكد حميد، يعرف هو الاخر ركودا كبيرا، "أنا خبرت هذا المجال وسبق لي أن امتلكت شركة لكراء السيارات، وأعرف تأثيرات أزمة من هذا النوع، فالزبناء يفضلون تعبئة البنزين المهرب في السيارات التي يكترونها، لكن أمام ارتفاع الأسعار فانهم يحجمون عن الكراء، وحتى عندما يكترون فان المدة لا تكون طويلة يومين أو ثلاثة على أكثر تقدير"، يضيف الشايبي. قطاع اخر مسته الأزمة الحالية بشكل مباشر، هو قطاع سيارات الأجرة بصنفيها، الأول والثاني، "هامش الربح الذي كان يحصل عليه العاملون في هذا القطاع، هو الفرق بين البنزين المهرب والبنزين المعبأ من محطات الوقود، لكن ارتفاع ثمن المهرب يضعنا نحن المشتغلون في القطاع على حافة الإفلاس"، يؤكد عبد العزيز الداوي الكاتب العام لنقابة سيارات الأجرة الصغيرة التابعة للاتحاد المغربي للشغل بوجدة. الداودي يؤكد أنه، بالاضافة إلى تقلص هامش الربح وانعدامه في بعض الأحيان، يجد العاملون في القطاع صعوبة في التزود بالوقود، بسبب قلة محطات التعبئة، بل ويحصل في بعض الأحيان أن ينفذ البنزين من المحطات ويضطر العاملون إلى تعبئة المهرب بأثمنة تفوق حتى البنزين المدعم.