عاد حميد شباط، الأمين العام لحزب الإستقلال إلى توجيه مدفعيته إلى حكام الجارة الجزائر بقوة، وهذه المرة من عاصمة الشرق، مدينة وجدة الواقعة على الحدود مع الجزائر. شباط الذي كان مرفوقا بقيادات استقلالية قال في كلمة افتتاحية لندوة حول "الأبعاد الاقتصادية لاندماج دول المغرب العربي" نظمت مساء اليوم من طرف الفريق الاستقلالي بالبرلمان -قال- بأن المغاربة ليس لهم أي خلاف مع الشعب الجزائري، مؤكدا "ليس لنا أي خلاف مع الشعب الجزائري، نحن شعب واحد تجمعنا كلمة لا اله إلا الله، وكأحزاب أيضا ليست لنا أية خلافات مع الأحزاب السياسية الجزائرية، وحضور بعض النقابيين والسياسيين في المؤتمر الأخير للاتحاد العام للشغالين دليل على التقارب بين الشعوب"، قبل أن يستدرك "لكن المستعمر عمل على خلق أنظمة مختلفة داخل الاتحاد من أجل أن يظل الصراع" في إشارة إلى "جبهة البوليزاريو"، التي قال عن زعيمها عبد العزيز المراكشي انه مغربي احتضنته الجزائر على أرض مغربية هي تندوف، "هذه الأرض التي كانت مغربية وستبقى مغربية"، ولا يمكن التنازل عنها، وفق نفس المتحدث "إلا في إطار اتحاد مغاربي تنمحي فيه الحدود، ونحن لا نطلب صدقة من الجارة الجزائر". وعلاقة بالتصريح الذي كان عبد العزيز أفتاتي قد أدلى به ل"اليوم24″ والذي أكد فيه أن تنظيم وقفة احتجاجية من طرف حزب الاستقلال أمام المعبر الحدودي "زوج بغال"، سيفهمه الجيران على أنه استفزاز لهم، والتي كان من المقرر تنظيمها بعد زوال غد السبت، رد شباط بالقول ان "الفتنة قائمة، ولعن الله من أيقضها"، والجزائر "وعلى عكس ما يدعيه أفتاتي سامحه الله، هي التي تضايق وتستفز المغرب في المحافل الدولية". ولم يتوقف شباط عند هذا الحد، بل اتهم بشكل مباشر حكام الجزائر ب"تصدير القرقوبي إلى المغرب، وكل أنواع المخدرات عن طريق مخابراتهم". شباط لم يفوت الفرصة دون الحديث عن مدينة وجدة ومجلسها الذي يقوده الإستقلالي عمر حجيرة، "لابد من التنويه بالدور الذي يقوم به عمر حجيرة إن على مستوى مجلس النواب، أو على مستوى تدبيره لجماعة وجدة، وكلما زرنا هذه البلدية إلا ولاحظنا أن هناك أوراشا كبرى، وأن هناك تغييرا حقيقيا في بنيتها التحتية"، تغيير يلمسه الزائر إلى المدينة رغم ما قال عنه زعيم حزب علال الفاسي "كيد الكائدين ومعارضة المعارضين، ورغم المشوشين الداعشيين الذين ينطلقون من هذه المدينة"، في إشارة منه إلى مستشاري حزب العدالة والتنمية بمجلس المدينة. شباط وعد بالعمل على التغلب على المشاكل التي تعرفها المدينة، قبل أن يفاجئ الجميع بالقول: "سنعمل على التغلب على العقبات، خصوصا وأننا نهيئ لقيادة الحكومة المقبلة، وإزالة كل المعيقات وكل ما يمكن أن يمس الشعب المغربي في قدرته الشرائية"، وهي الاشارة التي فهم منها الجميع بأن حزب الاستقلال عازم على خوض الانتخابات التشريعية المقبلة بقوة تحمله من جديد إلى الحكومة لكن هذه المرة كقائد لها، وليس مجرد مشارك.