صدقت توقعات حميد شباط ببراءة ابنه نوفل، وخابت رهانات خصومه السياسيين الذين تربصوا بعائلته وأرادوا الزج بفلذة كبده إلى السجن ظلما وعدوانا، حتى يركع القائد النقابي، والزعيم السياسي، الذي ربح كل معاركه، في النقابة، وفي الحزب، وفي مجلس المدينة، وفي الحكومة مؤخرا بعد أن عطل عمل حكومة عبد الإله ابن كيران سياسيا.. نعم، صدقت يا شباط وربحت معركة أخرى في مواجهة من وصفهم إعلام حزبك، بالطاحونة المدمرة التي تؤتي على الأخضر واليابس. كما أتبث اليوم للصديق قبل العدو، بأنك ليس رجل المعارك الخاسرة، إذا عاهدت وفيت.. أحسنت يا شباط، دافعت بكل ما تملك من قوة ووسائل عن براءة ابنك البكر نوفل، في الصحف، وفي المواقع، وفي المجلات المزركشة بالألوان، وفي التجمعات الخطابية، وفي اللقاءات الحزبية... ونلت اليوم ما كنت ترغب فيه، رغم كيد الكائدين، ومكر الماكرين، الذين أرادوا بك وبأهلك السوء. ليس مقبولا، أن يزايد عليك بعد اليوم أحدا، باتهام ابنك المحترم والموقر، نوفل شباط، بالاتجار في المخدرات، أو القرقوبي، أو الماحية، أو غير ذلك من الممنوعات التي حرمها الشرع والقانون، بعد أن قضت محكمة الاستئناف بمدينة فاس، ببراءة فلذة كبدك نوفل، ونظفته من الثلاثة سنوات النافدة التي علقت به ابتدائيا. أحييك يا شباط على احترامك لدرجات التقاضي، وعلى ثقتك الكبيرة في نزاهة العدالة، التي قالت كلمة الفصل فيما نسب لابنك من تهم بالاتجار في المخدرات الصلبة. أنت أعطيت المثال يا شباط على رجل السياسة الذي لا يستغل موقعه أو يستعمل نفوذه للتأثير على القضاء من أجل حيازة حكم لصالح ابنه. نعم، أشهد بأنك خضت المعارك القاسية ضد خصومك السياسيين، الذين أرادوا تركيعك لخدمة مشروعهم السياسي بكل شجاعة، وحققت انتصارا إعلاميا وسياسيا غير مسبوق، توج بجلوسك على كرسي الأمانة العامة للحزب الذي انضاف إلى كرسي النقابة، خلفا لعباس الفاسي، الذي انبهر لقوتك التنظيمية، وجنح للسلم طالبا راغبا لرضاك، بعدما أعلن طلاق الشقاق مع آله الذين يطعنون في شرعيتك على رأس الحزب أمام القضاء، ويا ليتهم يدركون مضيعتهم للوقت، بعد أن سمعوا من فمك، بأنك لا تخسر المعارك حينما تدخل لها أو تجد نفسك فيها.. لم أشك يوما عزيزي شباط في قدرتك على إظهار الحق وإزهاق الباطل. صورتك تؤثث كل مكان، حاضر في الصحافة، وفي الإذاعة الوطنية والإذاعات الخاصة، وفي قنوات القطب العمومي، وفي قاعة ندوات الوكالة الرسمية للأنباء، وفي الفضائيات الدولية..أنت يا شباط رجل عظيم بكل ما للكلمة من معنى نبيل، تخطب في الناس صباحا في مكناس وتعاود الكرة مساء في طنجة. يا الله كم أنت صبور يا شباط؟ أعترف لك عزيزي شباط، بأنك تمتلك حسا وطنيا قل نظيره، ترافعت عن تندوف والقنادسة وكولومب بشار، في وقت لم يتجرأ فيه أي زعيم على مواجهة المناوشات الجزائرية على وحدة أقاليمنا الجنوبية. كما أنك ترافعت عن حق المعطلين في الشغل بعد أن أخلفت حكومة ابن كيران الوعد معهم، وبهذا تكون يا شباط قد اعتذرت لهم عن ذلك الهجوم الذي نفده أتباعك لتحرير مقر حزب الاستقلال من المعطلين، لما كان حزبكم يقود حكومة عباس الفاسي الفهري، الذي وقع معهم محضر 20 يوليوز قبل أن يسلم مفاتيح إدارة الشأن العام لرئيس حكومة الربيع المغربي عبد الإله ابن كيران.. حرام على كل من يريد المس بسمعتك وسمعة أبنائك، الذين لم يخرجوا يوما في تظاهرات حركة عشرين فبراير لخدمة أجندة بني صهيون، أو للمس بأمن البلاد واستقرارها، بشعارات ملغومة من قبيل الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد وغيرها من الشعارات الماضوية، التي تنهل من قاموس، ثوري، عروبي، قومجي، جملكي، خونجي، لا يصلح في المغرب الذي يتمتع بثوراته الخاصة، في مجال الإنصاف والمصالحة، وفي مجال التنمية البشرية، وفي مجال الإصلاح الدستوري والسياسي الغير مسبوق في العالمين العربي والاسلامي.. صدقني عزيزي شباط، نوفل لا يستحق الزج به في السجن، ومن راهنوا على ذلك، خاب اليوم مسعاهم، بحكم العدالة التي قضت ببراءته. نوفل شاب صالح وفي مقتبل العمر، تربى على قيمك وكبر في طاعة الله وطاعتك، ولا يمكن إطلاقا أن يكون تاجرا للمخدرات، حتى وان كنتم تترافعون من أجل حقوق مزارعي الكيف، هذه النعمة التي أنعم علينا بها الله، وجرت علينا حسد الحاسدين الذين نعود بالله من شر حسدهم إلى يوم الدين. رجاء أيها الخصوم، أعداء شباط في السياسة، وفي النقابة وفي الصحافة، وفي مجلس المدينة، وفي الحكومة والبرلمان، لا تظنوا السوء بأبناء شباط، واعلموا أن بعد الظن إثم، واحمدوا الله أن العدالة في البلاد، حد فاصل بين الكذب والحقيقة، بين الزور والبهتان، بين الجور والإنصاف. نعم، لقد خاب ظن المتربصين بشباط وبحزبه، وانتصرت العدالة للحق في زمن الحكومة الملتحية. أبناء شباط، ليس أمثال أولائك الشباب الطائشين، الذين استغلوا الربيع العربي، وخرجوا في شوارع الحسيمة وسيدي افني والرباط والبيضاء وطنجة وآسفي، للمطالبة بالحكامة الأمنية، واستقلالية القضاء، وفصل الثروة عن السلطة، وإسقاط الفساد والاستبداد، ومحاكمة الجلادين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في سنوات الرصاص... لا لا لا أبناء شباط ليس من طينة أولائك الشباب المغرر بهم، حتى يدخلون السجن، ويحاكمون بسنتين وثلاثة وأربعة. لا يا ناس، لا يا عالم، لا يا طواحين الهواء، يا من يريد الهاء شباط عن معاركه السياسية الكبرى، الضامنة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان... شباط رمز من رموز البلاد السياسية والنقابية والحقوقية التي سيكتب التاريخ اسمها بحبر من دهب أو فضة أو البرونز كحد أدنى.. شكرا للعدالة، وهنيئا لشباط على صبره وكفاحه ونفسه الطويل، ومبروك عليه، براءة ابنه نوفل من التهم المنسوبة إليه... وتبا لكل من أراد الإساءة بنسل شباط، والخزي والعار، لكل مشاء معتد آثم نكار للخير...