بعد مسيرة فنية دامت 25 سنة، أصدر الفنان غاني القباج أول أغنية وطنية له. في هذا الحوار، يتحدث ل«اليوم24» عن الموضوع، ويكشف عشقه الأول التمثيل، واستعداده لخوض تجربة عرض مسرحي سيحكي فيه عن حياته المحزنة وعن لقائه برؤساء دول. أطلقت مؤخرا أغنية وطنية، هل يتعلق الأمر بمحاكاة للموجة الحالية؟ أغنيتي الأخيرة «بلادي الغالية»، التي تعاونت فيها مع حميد الداوسي، هي إحساس أكثر منه شيء آخر. وجاءت اليوم لأن تقديم عمل وطني بالنسبة لي هو موضوع حساس، ليس كباقي المواضيع، يجب أن يخرج متميزا لذلك يجب التأني فيه والوقوف عند كل تفاصيله قبل البدء فيه. لكنها جاءت متأخرة بالنظر إلى مسيرتك الفنية؟ بالنسبة لي أغنيتي الوطنية جاءت في وقتها، وأعتبرها واجبا يتحتم علي القيام به كمواطن وليس كفنان فقط، والذي أحس به وأعيه جيدا، تبعا للوضع السياسي الحالي الذي يعيشه المغرب، خاصة في ظل الأخبار المختلفة والمقلقة التي نتلقفها بين الحين والآخر، والتي قد تفقد المواطن توازنه الفكري. هل قلقك من الظروف الحالية للمغرب هو ما دعاك إلى إخراج هذه الأغنية؟ بشكل ما، لذلك نحن بحاجة إلى روح وطنية أكبر في هذه الفترة، وأن يشتغل كل في مجاله بشكل أفضل وأكبر. لم تخرج عن أسلوبك في الأغاني العاطفية وأنت تقدم أغنية وطنية، لماذا؟ لأن تلك هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني التعبير بها عما أكنه تجاه وطني، وإن حاولت التغيير فيها، لذلك لم أشأ، كما قلت سلفا، المغامرة في الاشتغال مع آخرين. لمَ لمْ تفكر بتقديمها إلى جانب فنان آخر أو ضمن مجموعة؟ أعتقد أنه من الصعب تقديم أغنية تتضمن أساليب مختلفة وتصل إلى الجمهور وفق ما يريده الفرد، فلكل فنان أسلوبه الخاص، مع كامل احترامي لباقي الفنانين. كما أن عملا غنائيا جماعيا يحتاج إلى جهد ووقت أكبر وأجواء مختلفة وداعمة، وأتحدث هنا بالخصوص عن الجانب التقني. وليس سهلا أن نقدم شيئا مماثلا لعمل «صوت الحسن ينادي»، الذي جرى الاشتغال عليه بدعم كبير، بخلاف هذه المرحلة التي تشهد صعوبات في الإنتاج. لذلك أسعى اليوم إلى تقديم ما أتقنه دون أن أفكر في ما هو أكبر، وكما يقال «لبس قدك يواتيك». وبالنسبة إلي، اشتغلت على الأغنية بإحساس دون تفكير في شيء آخر، وهي في النهاية شيء معبر عن إحساس أرجو أن يصل إلى الجمهور. تنتج لنفسك، هل تنتج أيضا لفنانين آخرين؟ أنا منتج مستقل، أكتفي بإنتاج أعمالي، والأعمال الأخيرة أشتغل عليها بشراكة مع حميد الداوسي في الإنتاج، حيث أتعاون معه بأريحية، ونشتغل حاليا على إخراج ألبومي المقبل، الذي سيصدر في 2015، والذي أنهينا منه أغنيتين؛ الأولى هي التي أصدرناها قبل 3 أيام «بلادي الغالية»، وأغنية أخرى نحن بصدد تحضيرها، وأغانٍ أخرى. شاركت في سلسلة «ياك احنا جيران»، أليست هناك عروض أخرى؟ هي مشاركات بسيطة، وقد صورت أخيرا دورا في فيلم المخرج «جيروم» عن بوطبول، حيث لعبت دور مغن. ألا تطمح إلى تقديم أدوار أكبر؟ أطمح إلى تأدية دور كوميدي، لأن هناك جانبا مرحا في شخصيتي لا يعرفه عني الجمهور، وسيتعرف عليه قريبا في عرض مسرحي أنا بصدد التحضير له إلى جانب حميد الداوسي وعبد العالي لمهر، المعروف ب«طاليس». هل سيتضمن عرضك المسرحي ملامح موسيقية؟ سيكون عرضا مسرحيا وموسيقيا في الآن نفسه، سأحكي فيه عما عشته طوال مشواري الفني (25 سنة)، وضمنه كواليس ومواقف مؤلمة ومحزنة، لكن على نحو كوميدي. كما سأحكي فيه عن بعض الأشخاص الذين كان لهم الأثر في دخولي مجال الغناء، وعلاقتي بهم، ومنهم الفنان الكبير عبد الوهاب الدكالي الذي كان صديقا لوالدي، وعن لقاءاتي مع شخصيات مهمة، بينها رؤساء دول. بما أنه سيكون سردا لمشوارك الفني، لماذا لم تفكر في إخراجه على شكل كتاب أو سيرة ذاتية؟ كنت سأفعل ذلك، لكني فضلت في النهاية أن أخرجه في شكل إبداعي آخر، وهو المسرح، عِشقي الأول، خاصة بعد تشجيع عدد من الأصدقاء لي، وبينهم الفنان الكوميدي «إيكو»، الذي قدمني كممثل كوميدي للجمهور في عرضه المباشر بالدار البيضاء، رمضان الماضي، بالإضافة إلى «طاليس» وآخرين. ألن تكون مغامرة أن تقدم عرضا مسرحيا في الوقت الذي ألفك فيه الجمهور مغنيا؟ ما لا يعلمه الجمهور عني أني أجد نفسي ممثلا أكثر من كوني مغنيا، وبداياتي كانت تقليد الممثلين، قبل أن أجد نفسي خائضا في مجال الغناء. من كان أول ممثل قلدته؟ قلدت كثيرين وأنا صغير، بدءا من شارلي شابلن الذي كنت أدمن تقليده، وإلفيس برسلي، ومايكل جاكسون…