بالرغم من الانتشار الكبير لاجهزة الحواسيب المنزلية، إلا أن العديد من المغاربة يترددون على الكتاب العموميين، ليس لعدم قدرتهم على الرقن على الحاسوب، وإنما لعدم درايتهم بقواعد وقوانين كتابة العقود والالتزامات٫ حسب ما أكده مختار وهو كاتب عمومي يعكف يوميا وبلا كلل على ملء الاستمارات الإدارية وكتابة العقود والالتزمات٫ مقابل مبلغ زهيد مستعملا الحاسوب أو الآلة الراقنة القديمة. الآلة الراقنة القديمة أو "الداكتلو" مازالت تقاوم الزمن رغم التطور التكنولوجي٫ حسب محمد الذي تابعته اليوم 24 خلال زيارتها لمكاتب الكتاب العموميين المتراصة خلف المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، وهو منهمك في ملء استمارة بواسطة "الداكتلو" لشاب يريد تقديم طلب تأشيرة للسفر إلى أمريكا، يقول محمد إن آلة "الداكتلو" لا يمكن ان يستغني عنها الكاتب العمومي، رغم توفره على حاسوب يسهل عملية الكتابة، والسبب ان ملء الاستمارات لا يمكن أن تتم إلا بواسطة "الداكتلو". من جانبها تقول حفيظة ان مهنة كتابة العقود أو الالتزامات أو ملء الاستمارات، تمكنها من كسب بعض المال لتغطية احتياجاتها، فبعد حصول حفيظة على شهادة الإجازة في القانون، لم تجد امامها سوى مهنة كاتبة عمومية تفيد من خلالها المواطنين بخبراتها في القانون بدل من ان تعيش حالة البطالة . حفيظة تحدثت لليوم 24 عن يومها داخل مكتب الكاتب العمومي، قائلة "ان زبائننا هم أمثلة حية لمشاكل يعيشها المواطنون يوميا٫ منها تلك المرتبطة بالسكن والبطالة والطلاق وغيرها٫ وإننا نحاول عند كتابة الشكاوى إعطاء بصيص من الأمل لهؤلاء الأشخاص الذين يواجهون مشاكل مختلفة". ويقدم الكتاب العموميون العديد من الخدمات حيث لا يتأخر الذين لديهم خبرة في القانون في تقديم النصائح وتوجيه الزبون والتكفل بمختلف الخطوات التي يحتاجها تحضير الملفات المختلفة.