كثيرة هي القصص المؤثرة التي عاشها الدكتور المغربي زهير لهنا خلال المدة التي قضاها يطيب جروح ضحايا العدوان الإسرائيلي بغزة. الدكتور لهنا توفي بين يديه الكثيرون ممن قتلتهم صواريخ العدو، كما شفي على يديه الكثيرون أيضا ممن كتبت لهم حياة جديدة على يد طبيب مغربي ترك كل شيء ورائه من أجل رسالة الطب. من بين ما عاشه لهنا، قصة مؤثرة حكاها الدكتور المغربي، والتي عاش فصولها أثناء تواجده بمستشفى الشفاء في غزة التي كانت تعيش تحت القصف، حيث كشف في أول حوار له بعد عودته من القطاع عن أكثر القصص التي أثرت فيه خلال تواجده لمدة 51 يوم في غزة. الطبيب المغربي "لهنا" يحكي لليوم 24 تفاصيل يوميات الموت في غزة هذه القصة المؤثرة تعود تفاصيلها إلى يوم عيد الفطر، حين استقبل المستشفى طفلة صغيرة تحمل اسم ‘رؤى' انهار عليها منزل عائلتها، الذي كانت تتواجد وحيدة داخله. المنزل الذي سقط بفعل قصف صهيوني، تسبب للصغيرة في نزيف مهبلي خطير تطلب إجراء عملية جراحية على وجه السرعة. حين استقبل المستشفى الطفلة المغمى عليها كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحا، يقول الدكتور لهنا، قبل أن يضيف :"استغرفت عملية إنقاذ رؤى أزيد من 4 ساعات.. لكن المفاجأة أن الصغيرة استيقظت صباحا وكانت تتحدث وكأنها لا تعاني من الجروح الخطيرة". تعلق الطبيب المغربي بالطفلة دفعه إلى قطع وعد مع نفسه بتتبع حالتها وزيارتها، فبعد أيام قليلة على إجراء العملية، سافرت الطفلة إلى القاهرة، غير أن سفرها لم يمنع الدكتور من التخلي عنها، حيث قرر أن يزورها في القاهرة في طريق عودته إلى المغرب. ولعبتالأقدار دورها، وعجلت بلقاء المريضة وطبيبها المعالج، حيث التقى لهنا الطفلة الفلسطينية في فلسطين، التي بدت في أحسن أحوالها الصحية . وأكد الدكتور المغربي، انه سيواصل تتبع أخبار الصغيرة رغم مغادرة غزة.