مباشرة من مستشفى الشفاء في غزة، يحكي الطبيب المغربي زهير لهنا، يوميا، شهادات مؤثرة حول الاعتداء الاسرائيلي على غزة، حيث يحرص منذ ثلاثة أيام خلال فترات راحته على نقل صور من داخل المستشفى إلى العالم الخارجي. أمس الأربعاء (23 يوليوز)، كتب لهنا شهادة جديدة، بعنوان "غزة: الكلمات والحوار فقدوا معناهم" وكتب لهنا" زملائي الاطباء قلقون على أنفسهم وأسرهم، لكن رغم ذلك يواصلون العمل، يتنقلون يوميا على متن وسائل النقل النادرة، معتمدين في ذلك على سياراتهم أو سيارات الاجرة، التي أصبحت اكثر خطورة، لأن الجيش الصهيوني يعتبرها هدفا سهلا لقصفه، يتم تحديده بسهولة كبيرة".
وأضاف المتحدث نفسه بكلمات تحمل الكثير من الالم والأسى:"قبل توجه معظم الاطباء إلى الحراسة ليلا، يلقون التحية على أبناءهم وزوجاتهم، لأنهم لأنهم لا يعرفون إذا كانوا سيلتقون مرة أخرى أو لا. رغم ظروف الحرب، تترك الطبيبات الفلسطينيات أبناءهن للالتحاق بمستشفى الشفاء ومساعدة ضحايا الحرب، في حين أن عددا كبيرا من هؤلاء لا يحضرون إلى المستشفى إلا في حال وفاة أحد أفراد عائلتهم". وقال الدكتور المغربي:"حتى هؤلاء الذين فقدوا منازلهم، أو تم إخراجهم بالقوة بعد تفجير سكنهم، يحضرون وبشكل مكثف إلى المستشفى، يهربون من مصيرهم نحو مصير آخر". وزاد لهنا في شهادته الثالثة المؤثرة :"صباح أمس، رأيت طبيبة أكرانية على وشك الرحيل لأن ابنتها لم تنم لعدة أيام هي جزء من النساء الاجنبيات اللواتي تزوجن من فلسطينيين خلال زياراتهم الدراسية لبلدان الشرق". مضيف :"الطبيبة الاوكرانية، تكيفت جيدا مع المجتمع الفلسطيني المسلم، تتحدث العربية بشطل جيد للغاية، وتعتمد في حياتها على الطريقة الفلسطينية، وتسير على نفس مصير الشعب الشجاع، المشكلة أن هذه الطبيبة الاوكرانية، هي من أصل مدينة تعيش حاليا مشاكل أيضا.مصير الطبيبة الاوكرانية، يذكرني بقصة تُحكى هنا في غزة، في بداية الهجوم، تم إجلاء أربعة مواطنين كنديين ومهاجرة فيلبينية إلى Erest عبر تل أبيب، لكن مصيرهم أنهم أخذوا الطائرة الماليزية التي تحطمت فوق أوكرانيا". المغزى من القصة، يقول الطبيب المغربي الوحيد في غزة :"أنه لا نهرب أبدا من مصيرنا. وبعبارة أخرى، هوأننا نفر من مصيرنا صوب مصير آخر". وأنهى كلماته التي تحمل في طياتها مشاعر إنسانية لكل من يقرأها:"أمام وفاة عدد من الأبرياء أمامي عيني يوميا، والذين يؤتون في معظمهم أشلاء، الكلمات والخطاب لا معنى له".