كشفت مصادر مطلعة ل» اليوم 24 » أن المنطقة المحيطة بمركز المراقبة «الدواب»، التابع لعناصر القوات المسلحة الملكية على بعد 4 كلم من مطار وجدة أنكاد، عرف أول أمس الاثنين ملاسنات حادة بين عناصر حرس الحدود الجزائري وعناصر من القوات المسلحة الملكية . ووفق المصادر نفسها فإن الملاسنات التي استمرت من العاشرة صباحا إلى حدود الثالثة بعد الزوال، نشبت بعد محاولة عناصر الجيش الجزائري استقدام مجموعة من الآليات المستعملة في الحفر لمباشرة إنجاز وحفر خندق على طول الشريط الحدودي الفاصل بين المنطقتين. ووفق المصادر ذاتها التي فضلت عدم الكشف عن هويتها فإن مجموعة من العسكريين الجزائريين حاولوا حفر خندق بالقرب من المركز الذي تتواجد فيه عناصر القوات المسلحة، بالاستعانة بجرافة معدّة لهذه المهمة بالذات، غير أن عناصر القوات المسلحة المغربية تدخلت لمنع هذه الجرافة من القيام بمهامها لتجاوزها الحدود والشروع في الحفر بالتراب المغربي، وهو ما أجج صداما كلاميا بين الطرفين انتهى بجلاء الجزائريين عن المنطقة «بعد تعليمات صدرت بضرورة مغادرة المكان»، تقول نفس المصادر. المصادر ذاتها كشفت أن عناصر القوات المسلحة المغربية نبهت الجزائريين قبل الشروع في عملية الحفر، بألا تتعدى عملية الحفر الجزء المغربي من الحدود، وإلا سيكون لها رد حازم على ذلك، لانتهاك السيادة الوطنية، وهو الأمر الذي لم يعجب بعض الضباط الجزائريين الذين حوّلوا غضبهم إلى صياح، كاد أن يتطور إلى مواجهات بالأسلحة بين الطرفين. بعد اشتداد الصراع، بعث العسكريون المغاربة ببرقية مستعجلة إلى الحامية العسكرية بوجدة ل«اليوم24 » قائدها بالحادث، وهو ما دفع مجموعة من المسؤولين العسكريين وفق نفس المصادر إلى الالتحاق والحضور شخصيا بعين المكان، كما حضر على الطرف الجزائري مسؤولون ورؤساء مباشرين للعسكريين، قبل أن يُفضَّ الاشتباك بانسحاب عناصر حرس الحدود الجزائري مصحوبة بآليات الحفر، بعد التعليمات التي توصلوا بها من قيادة الجيش. ويعتبر هذا الصدام الثاني من نوعه خلال هذه السنة، بعدما سجلت النقطة الحدودية «شراكة» في فبراير الماضي مشادات بين الطرفين وصلت حدَّ إطلاق الرصاص في الهواء، بعدما تدخل أفراد من القوات المسلحة الملكية لمنع الجزائريين من حفر خندق على الطريق الفاصلة بين الجانبين على مستوى هذه النقطة، بعدما لاحظت عناصر حرس الحدود المغربي تجاوزا للحدود من نظرائهم الجزائريين، والشروع في الحفر في التراب المغربي. في السياق ذاته علمت «اليوم24» أن عناصر من حرس الحدود الجزائري أطلقت صباح أول أمس الرصاص على مهرب مغربي كان يهم بتهريب كمية من الوقود، وكشفت المصادر ذاتها أن حرس الحدود أمطر المهرب بوابل من الرصاص ما شل حركته متمكنة من اعتقاله وحجز سيارته. عملية إطلاق النار هذه تعتبر هي الأخرى الثانية في ظرف شهر واحد، إذ لازال القاصر عبد السلام بربوشة الذي أطلق عليه حرس الحدود النار يوجد رهن الاعتقال بالجزائر بعد اعتقاله للسبب ذاته وبالطريقة نفسها، حيث أطلق عليه الرصاص وأصيب بجروح خطيرة نقل بعدها إلى مستشفى مغنية قبل أن يتم إيداعه سجن تلمسان.