تستعد القمة والمعرض العالمي للتصنيع والخدمات اللوجستية المتقدمة للانعقاد في الدارالبيضاء بهدف إعطاء دفعة قوية لتطور القطاع الصناعي بالمغرب وتوجيهه نحو الجيل الجديد من الصناعات. ويهدف هذا الحدث، الذي يُنظم تحت رعاية وزارة الصناعة والتجارة بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، إلى تنويع القاعدة الصناعية للبلاد، وتشجيع إقامة صناعات جديدة وتحفيز تطوير القدرات من أجل نمو مستدام. سينعقد المعرض خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2025 بالمعرض الدولي للدار البيضاء. وتُشرف على تنظيمه شركة كون العالمية، وهي القوة المحركة المشرفة على تنظيم معرضي جايتكس جلوبال، الذي يعد أكبر معرض عالمي وأكثرها تأثيرا في مجال للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى جايتكس إفريقيا، الذي يعتبر أكبر معرض للتكنولوجيا والشركات الناشئة على مستوى القارة الإفريقية. وتم تصور وتصميم معرض WAM المغرب بهدف تعزيز ودعم رؤية المغرب الرامية إلى أن تجعل من البلد قطبا مستداما وتنافسيا للتصنيع والخدمات اللوجستية على الصعيد العالمي، وذلك من خلال تقديمه لأحدث الابتكارات والحلول في مجالات التصنيع والجيل القادم للذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والطباعة ثلاثية الأبعاد وسلسلة الكتل (blockchain) والواقع المختلط. ومن بين أبرز الفعاليات التي ستتخلل هذا الحدث، تنظيم المعرض العالمي للتكنولوجيات المتقدمة للتعبئة والتغليف والطباعة والبلاستيك (WAP) والمعرض العالمي للتصنيع المتقدم المستدام (WASIM) والمعرض العالمي للمواد الصناعية المتطورة (WIM). وتسعى كل واحدة من هذه الفعاليات إلى دفع عجلة الابتكار والتميز إلى أقصى ما يمكن في مجالات تخصصها. كما سيعمل WAM المغرب على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ودعم بناء القدرات المحلية، مما سيترتب عنه وقع اقتصادي دائم على المغرب وتعزيز كبير لدوره كقوة صناعية مستدامة عالية التكنولوجيا في أفريقيا. بفضل ارتكازه على قواعد صلبة في قطاعي صناعة السيارات والطائرات، والتي تحظى بدعم مبادرات مثل المصنع الذكي بفاس (Fez Smart Factory) والاستراتيجية الوطنية للموانئ التي رصد لها مبلغ 600 مليون دولار، تمكن المغرب من جذب استثمارات أجنبية مهمة. ومن أبرز هذه الاستثمارات، التي عززت المكانة الريادية للمملكة في المجال الصناعي على المستوى القاري، إقامة أول مصنع Gigafactory للبطاريات الكهربائية على صعيد المنطقة في المغرب بتكلفة استثمارية بلغت 12.8 مليار دولار. ففي قطاع صناعة السيارات، أصبح المغرب أول مُصَدِّر غير أوروبي للسيارات إلى أوروبا. إضافة إلى ترسيخ قوي لحضوره في قطاع صناعة الطائرات، حيث بلغ إجمالي صادراته في هذا المجال حوالي 2.2 مليار دولار، لفائدة زبناء كبار مثل بوينج وإيرباص. وفي غضون ذلك، سلطت التطورات الدولية الأخيرة في مجال التصنيع والخدمات اللوجيستية الأضواء على المغرب، وذلك في نفس الوقت الذي تستعد فيه المملكة لاستضافة WAM Morocco. وثمًن وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، هذه المبادرة في تصريح قال فيه : « يمثل WAM Morocco خطوة مهمة في مسيرة المغرب في اتجاه أن يصبح واحداً من أبرز مراكز التصنيع المتقدم في إفريقيا والعالم. المشاركة في هذا الحدث تسلط الضوء على إلتزام بلادنا بالإبتكار، والمرونة الاقتصادية، والريادة الصناعية. من خلال جمع الخبرات العالمية والمحلية، نعمل على خلق بيئة تزدهر فيها الابتكارات التكنولوجية العالية والممارسات المستدامة، مما يدفع بلدنا والقارة نحو مستقبل مزدهر يعتمد على التكنولوجيا.». وأوضحت تريكسي لوه ميرماند، الرئيسة التنفيذية لشركة كون العالمية، وهي الهيئة المنظمة لمعرض WAM Morocco و GITEX Africa، أن « يمثل WAM Morocco خطوة استراتيجية كبيرة وقوية بالنسبة للمغرب، والتي ستساهم في تعزيز مكانة البلد والقارة في مجال الصناعات التكنولوجية المتطورة. سيتيح هذا الحدث للمنظومات البيئية القطاعية المغربية والإفريقية وصولا غير مسبوق للقدرات التكنولوجية العالمية وسيمنحها مزايا تنافسية قوية. فمن خلال الجمع بين أفضل مهارات الابتكار والاستثمار والتعاون، يستعد WAM Morocco لإطلاق موجة جديدة من الثورة الصناعية في إفريقيا، ممهدا بذلك الطريق أمام تسارع نمو البلدان الإفريقية على المستوى العالمي ». مرتكزا على النجاحات التي راكمتها الصناعة المغربية، يطمح معرض WAM Morocco إلى تعزيز موقع البلد في ريادة مجال الصناعات المتقدمة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة والممارسات المستدامة. سيولي المعرض اهتماما خاصا للشراكات بين القطاعين العام والخاص، وجدب الاستثمارات الأجنبية والتشجيع على تعزيز القدرات المحلية، وذلك بهدف إحداث وقع اقتصادي دائم وترسيخ دور المغرب كقاطرة للصناعة التكنولوجية المستدامة في إفريقيا. وفي هذا الصدد، عبر شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، عن دعمه للحدث مشددا على الأهمية البالغة التي تكتسيها الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقال : « هذا الحدث يتجاوز كونه مجرد معرض؛ إنه يشكل منصة أساسية بالنسبة للمقاولات المغربية، وعلى الخصوص المقاولات الصغرى والمتوسطة، من أجل الانفتاح على العالم والتعاون مع الرواد العالميين للابتكار وإقامة شراكات ستعمل لا محالة على تسريع تنميتنا الصناعية. فمن خلال الجمع بين الشركات الناشئة والمقاولات الكبرى المحلية، جنبا إلى جنب مع الرواد العالميين، فإننا نضع أسس نمو مستدام وتنافسية عالية وصمود اقتصادي معزز. لذلك، فنحن ندعم كليا هذه المبادرة ونتطلع إلى أن يكون لها وقع اقتصادي مهم بالنسبة للمغرب ولإفريقيا بشكل عام ».