قال شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة اليوم أمام لجنة برلمانية إنه لا يمكن تحقيق الأداء الرياضي ذي المستوى العالي عبر الانتظارية والصدفة، بل يستلزم ذلك تخطيطا استراتيجيا صارما وجادا وفق منظور ونمط جديد في إعداد الرياضيين. وأضاف في اجتماع لجنة التعليم بمجلس النواب اليوم، خصص لتقييم مشاركة الرياضيين المغاربة في الألعاب الاولمبية إنه لابد من تعزيز سياسة الارتقاء برياضة المستوى العالي، تقوم على ثلاث ركائز أساسية، وهي التدريب والحكامة الجيدة والأداء الرياضي. شهدت الدورة 33 للألعاب الأولمبية – باريس 2024 مشاركة حوالي 10.500 رياضي من 206 دولة تنافسوا في 32 نوعا رياضيا، ب 25 موقعا مختلفا، احتضن 326 حدثا رياضيا. وشارك المغرب ب60 رياضيا ورياضية في 19نوعا رياضيا. واكتفى بميداليتين،: ذهبية سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع، وميدالية برونزية للمنتخب الوطني أقل من 23 سنة لكرة القدم تعد الأولى من نوعها في تاريخ المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية في رياضة كرة القدم والأولى من نوعها على مستوى مشاركة المنتخبات العربية بالألعاب الأولمبية). واحتل المغرب الرتبة 60 عالميا، والرتبة 9 على الصعيد الإفريقي والخامسة عربيا، ما اعتبره نواب من الأغلبية والنعارضة مشاركة هزيلة. وأوضح الوزير بنموسى أنه تم اتخاذ إجراءات عملية على المدى القريب والمتوسط والبعيد للنهوض بالرياضة. وتتمثل الإجراءات العملية على المدى القريب في دعوة اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والجامعات الرياضية المؤهلة لإعداد تقرير تقييمي شامل وموضوعي حول المشاركة المغربية و تفعيل اللجنة الوطنية للرياضة ذات المستوى العالي المنصوص عليها في القانون 30-09 إضافة إلى تعيين لجنة خبراء قصد القيام بعملية إعداد معالم استراتيجية متكاملة ومندمجة لتطوير الرياضة ذات المستوى العالي للسنوات الأربع القادمة. وأشار أيضا الى وضع نظام عقد الأهداف مع الجامعات الرياضية الوطنية لتطوير مشروعها التنموي الاستراتيجي للألعاب الأولمبية القادمة. وعلى المدى المتوسط أعلن الوزير أنه تم إرساء نموذج خاص بالرياضة ذات المستوى العالي يتلاءم مع الواقع المغربي، يقوم على استثمار المنجزات التي تم تحقيقها، فضلاً عن الاستفادة من الممارسات الجيدة والنماذج الأجنبية الناجحة كما تم إطلاق دراسة وفق منهج انتقائي لتحديد الأنواع الرياضية الحائزة على الميداليات التنافسية في المجال الرياضي إضافة الى دعم ومواكبة الجامعات الرياضية في تطوير الرياضة ذات المستوى العالي بترشيد الموارد الموجهة لها. وتعمل الوزارة أيضا على الاستثمار في تكوين الأطر التقنية ذات المستوى العالي وتثمين الممارسات الجيدة التي تم تطويرها بالمغرب، خاصة أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وذلك من خلال إلزام كل جامعة رياضية بضرورة إحداث أكاديمية من المستوى العالي (رياضة ودراسة). وتستهدف الإجراءات أيضا تحسين النظام الخاص بالكشف والتوجيه للشباب الموهوبين بدءا من 2025، وإنشاء وتحديث مراكز متخصصة ومتكاملة للتميز الرياضي ذي المستوى العالي ( ستة مراكز في أفق 2028). أما الإجراءات العملية على المدى البعيد فتتمثل حسب الوزير في النهوض بالأنشطة الرياضية والتربية البدنية المدرسية ذات المستوى الجيد وربط الجسور بينها. و تطوير الرياضة القاعدية بما يضمن وصول أكبر عدد من الأطفال والشباب لممارسة الرياضة واكتشاف المواهب. واعتماد مقاربة التمييز الإيجابي في مناهج التربية والتعليم لفائدة الرياضيين ذوي المستوى العالي، فضلا عن إنشاء وحدة للرصد الاستراتيجي لتحليل البيئة التنافسية بشكل أفضل واتخاذ قرارات استباقية لتعزيز الدبلوماسية الرياضية المغربية.