خلال رده على منتقدي الأداء الباهت للأبطال المشاركين في أولمبياد باريس الأخيرة، قدم شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اليوم الثلاثاء أمام مجلس النواب، رؤية شاملة للوضعية الحالية للرياضات المغربية والمشاركة الأولمبية، معتبرا أن النتائج المحققة أفضل بكثير مما تم تسجيله في الدورات الأربع الماضية. وأوضح بنموسى للجنة التعليم والثقافة والاتصال، أن المغرب احتل المرتبة 61 عالميا في أولمبياد باريس، وهو تقدم ملموس مقارنة بالمشاركات السابقة، مشيرا إلى أن المغرب نجح في حصد ميداليتين، في حين أن 116 دولة أخرى لم تحقق أي ميدالية، ومعتبرا أن الأداء كان مشرفا بالنظر إلى الصعوبات التي تواجهها الدول السائرة في طريق النمو في المنافسات الرياضية الدولية.
وأفاد الوزير أن من بين 19 نوعا رياضيا شارك بها المغرب، أربعة منها فقط كانت تصنف ضمن الرياضات التي يمكن للمغرب أن ينافس فيها على الميداليات، وهي ألعاب القوى، والملاكمة، وركوب الأمواج، والكانوي كاياك، أما باقي الرياضات، فشارك المغرب فيها بحكم تصدره للتصنيفات الإفريقية أو عبر دعوات خاصة، مثل رياضات كرة القدم والسباحة.
وركز بنموسى على التحديات التي تواجه تطوير الرياضة الأولمبية في المغرب، مشيرا إلى أن صناعة الأبطال الأولمبيين وحصد الميداليات يتطلب استثمارات ضخمة، ولا يمكن تحقيق النجاح بالصدفة أو الانتظارية، مؤكدا على أن تحقيق الأداء الرياضي العالي يستلزم تخطيطا استراتيجيا متكاملا، يعتمد على الحكامة الجيدة، والتدريب المستمر، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي.
وأعلن الوزير عن مجموعة من الإجراءات التي تقوم بها الوزارة لدعم الرياضيين، بما في ذلك تقديم منح مالية تتراوح بين 300 ألف درهم و25 ألف درهم، للرياضيين الذين يحتلون مراكز تتراوح بين 4 إلى 32 في المنافسات، كما أشار إلى الدعم النفسي والتغطية الصحية المقدمة للرياضيين، بالإضافة إلى تمويل التجهيزات الخاصة.
وفي سياق استعراضه للنتائج المحققة، أبرز بنموسى الإنجاز التاريخي الذي حققته كرة القدم المغربية بحصولها على الميدالية البرونزية لأول مرة في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، مؤكدا على أن النتائج الجيدة تحققت في أنواع رياضية تمتلك نظاما خاصا في التكوين والتحضير.
وخلص الوزير في ختام مداخلته، إلى ضرورة وضع استراتيجية جديدة للنهوض بالرياضات الأولمبية في المغرب، تتضمن اعتماد عقود أهداف محددة لكل رياضي وتخصص رياضي، وتعزيز اكتشاف المواهب الرياضية من خلال الجامعات والجمعيات الرياضية، فضلا عن استقطاب النخبة الرياضية لمواكبتها وتحقيق التميز الرياضي على الساحة الدولية.